حديث الإفك - الجزء الأول: كم كان عمر عائشة عندما نكحها النبي؟
حديث الإفك - الجزء الأول
كم كان عمر عائشة عندما نكحها النبي؟
كم كان عمر عائشة عندما نكحها النبي؟
في هذه المقالة سأحاول أن أقدم نظرية مفتراة من عند نفسي على هذا السؤال: كم كان عمر عائشة عندما نكحها النبي محمد؟
ولكن قبل أن ندخل في صلب النقاش أجد لزاما التحذير من اعتبار كلامي في هذا الموضوع أكثر من رأي فكري مبني على مبدأ المحاولة، القابل للتصحيح في كل وقت وحين. لذا نحن نطلب من أهل العلم أن يأخذوا كلامنا هذا على حرفيته، فلا يخرجوه عن سياقه النظري، لأن في الأمر من الحساسية ما قد يثير فضول العامة من الناس، ويأجج مشاعرهم التي غالبا ما تدفعها العاطفة غير المتوازنة في كثير من الأحيان. فكم حاول الكثيرون ممن يحبون أن تذكر أسماؤهم في خانة أهل العلم وخاصة اللذين لا يسرهم سماع مثل قولنا هذا اجتزاء النصوص من سياقاتها، وبالتالي تحرف المفردات عن مقاصدها، لغايات في نفوس أصحاب الرأي لا يعلمها إلا البارئ الصمد. فإلى الله وحده أبرأ من كل من يأخذ كلامي على غير مقصده ومن كل من يخرجه من سياقه لغاية في نفسه – آمين.
أما بعد،
بداية، أود التأكيد على موقفي الثابت المتمثل بأني لا أريد الدخول في جدليّة مع أحد، فأنا لا أرد قول أحد، ولا أطلب من أحد أن يتبنى رأيا لي ما لم يجد أنه مقتنعا به، ظانا بصحته. ولمّا كانت هذه هي منهجيتي، فلا أجد حاجة ملحّة في جلب آراء الآخرين في هذا الموضوع، مادام أني لا أجد أن هدفي أن أبين خطأ بعضها أو صحة بعضها الآخر، فأنا لا أنافس أحدا في تحقيق رأي ما أو رده. لذا من أراد البحث في الآراء التي قيلت في هذا الموضوع من ذي قبل فبطون الكتب الصفراء حبلى بالكثير منها، وهي الآن متوافرة بكل يسر وسهولة على الشبكة العنكبوتيّة، كما أنها من المواضيع الأكثر بحثا في مواقع التواصل الاجتماعي، فقد أصبحت مثار نقاش ليس فقط بين أهل العلم وخاصته وإنما للعامة من شتى التيارات الفكرية والدينية والاجتماعية أيضا.
لكن على الرغم من محاولتي المستميتة في التفلت من هذا الإرث القديم، أجد لزاما عليّ أن أسطر بعض النقاط الجوهرية التي ميزت جملة الآراء السابقة في هذا الموضوع، وهي النقاط نفسها التي ستكون محط نقاش في هذا البحث الذي نظن أنه فيه شيء جديد ربما يكون غير مسبوق في هذا المجال. والجديد في الأمر يتمثل في أمرين اثنين:
- منهجية البحث
- نتيجة البحث
أما بعد،
أولا، كان موضوع زواج النبي من السيدة عائشة من المواضيع الأكثر جدلية على مر التاريخ الإسلامي
ثانيا، كانت فوارق الأفهام في هذا الموضوع من سمات المذاهب المختلفة وخاصة الانفصام التاريخي بين قطبي الإسلام الأكبرين: أهل السنة والجماعة مقابل المتشيعين لأهل البيت
ثالثا، نحن نعتقد جازمين أن الآراء في هذا المجال عند الغالبية الساحقة منهم كانت على الدوام مدفوعة بالقناعات المذهبية المسبَّقة، فعقيدة أهل السنة والجماعة تنظر إلى الموضوع من المنظور الأشمل المتمثل بالدفاع عن زوجات النبي، وعدم القدح في أي منهن (خاصة عائشة) مهما كانت الأسباب والمسوغات. ولكن – بالمقابل- كانت عقيدة معظم أهل التشيع مبنيّة على التشكك بالسيدة عائشة على وجه الخصوص، حتى وصلت الجرأة ببعضهم إلى سبها وشتمها جهارنا نهارا، ليس لدليل ثابت عنده وإنما لأن ذلك (في ظنهم) مما يقربهم إلى الله زلفى.
رابعا، لعل جل الفكر السائد عن هذا الموضوع (حتى عند أهل الفكر المتمدن) قد استند إلى الدليل النقلي المروّي عن الناس، فالمدافع عن عائشة يجلب عشرات الأحاديث التي تبين فضائلها ومحاسنها، والمهاجم للسيدة عائشة يجلب عشرات المرويات عن جماعته التي تدلّل على تبيان ما يظن أنه من مساوئها وهفواتها.
خامسا، نحن لم نجد دليلا واحد من قبل الطرفين يستند إلى الحجة القرآنية غير تلك المشبعة بالاستعارات والمجازات، فالمدافع يراها في كل ما هو جميل من القول، والمهاجم يراها في كل ما هو مذموم منه.
الخ.
منهجيتنا
لمّا كان غيرنا قد بذل جهده في الدليل البشري النقلي، فقتلوه بحثا (وإن لم تكن النتائج قد أفضت إلى فض الخلاف أو حتى جزء منه)، وجدنا أنه لازال هناك فرصة متاحة أن نبحث عن ظالتنا في مكان آخر، سالكين طريقا تكاد تكون غير مسلوكة بعد، وهي البحث عن الدليل في كتاب الله نفسه.
فنحن نحاول في هذه المقالة تبيان الحقيقة (أو جزء منها) الخاصة بالسيدة عائشة (إحدى زوجات النبي) بالاستناد على الدليل القرآني الحقيقي (غير المجازي). ولمّا كان هذا الموضوع ذات أبعاد كثيرة ومتشعبة، وجدنا لزاما (بداع توخي الدقة في البحث) أن نحصره في أجزاء بحثية متقطعة، ليصار إلى جمعها في نهاية المطاف للخروج بتصور شامل عن الموضوع.
وقد أجاءنا الظن أن نبدأها بالجزء الأول الخاص بزواج النبي من السيدة عائشة، مثيرين التساؤل التالي: كم كان عمرها عندما خطبها النبي الكريم؟ أو كم كان عمرها عندما عقد عليها النبي الكريم عقد النكاح؟ أو كم كان عمرها عندما لامسها النبي الكريم؟
توطئة
لم يكن السبب الذي دفعني إلى طرق هذا الباب يتعلق بفض الخلاف في هذا الموضوع بين أهل السنة والجماعة من جهة وأهل التشيع من جهة أخرى، لأنني على العقيدة التي مفادها بأنه لو جئتهم (شيعة أو سنّة) بكل آية ما تبعوا قبلتك وما بعضهم بتابع قبلة بعض. فالعقائد بالنسبة لهم مسبّقة والبحث فيها يقع في باب المحرمات التي تمس أسس العقيدة عندهم، وتُخْرِج المخالف من الملّة برمتها. لذا أحمد الله أنه لم يشاء الهداية لمن لا يشاءها بنفسه.
لكن المحرك الأهم بالنسبة لي في هذا الموضوع هي تلك الهجمة الغربية على شخصية النبي الكريم من هذا الباب. ففي خلال معيشتي في الاغتراب لسنوات، ومن خلال قراءاتي لكتابات الكثيرين من المهتمين منهم بهذا الشأن، وجدت الهجوم واضحا يتلخص عندهم في المقولة التالية: "رسول الإسلام محمد ينكح الأطفال" (أو paedophile بالمفردات الأعجمية)، في إشارة واضحة لزواجه من عائشة على وجه الخصوص. ولعل الرسومات الكريكاتورية التي صوّرت النبي الكريم لم تظهره أكثر من زير نساء، هاوٍ معاشرة الأطفال. ولعل الأفلام المسيئة لشخص النبي الكريم لم تخرج عن هذا السياق[1].
فكيف يمكن أن نرد على مثل مقولتهم هذه؟ وكيف لنا أن نقدم الدليل القاطع على براءة نبينا الكريم من كل هذه الإساءات التي أبعدت الناس عن الدين الحق؟
رأيي: بداية، أجد لزاما أن أعترف بملء الفم بأن مفكري الغرب لم يكذبوا فيما قالوا، وفي إلقاء تهمهم تلك جزافا في كل محفل من محافلهم وعلى كل منبر من منابرهم، وذلك لأنهم (نحن نعترف) ينقلون اتهاماتهم تلك من بطون أمهات كتب المسلمين أنفسهم، فهم يحتجون بروايات ثبتت صحتها في أكثر الكتب الإسلامية وثوقا كصحيح البخاري ومسلم وشروحاتها الكثيرة. ومفاد القول عندهم هو أن النبي محمد قد عزم عقدة النكاح على عائشة عندما كانت في سنتها السادسة من العمر.
ولما وجد أهل الإسلام في بلاد الاغتراب أنفسهم واقعين في محل اتهام مباشر، يتعلق بشخص نبيهم الكريم، انقسموا بشكل رئيسي إلا فريقين اثنين:
- ظن أهل الدين منهم أن هذا شرع وجب أن يُقرأ في سياقه التاريخي والاجتماعي، فبدءوا يبحثون عن المخارج التي ربما تسوّغ (في نظرهم) مثل هذا الفعل في تلك الحقبة التاريخية وفي ذلك المجتمع القبلي (مكة). فصُبِغت جميع تحليلاتهم بالصبغة المحلية، متناسين في الوقت ذاته أنهم يتحدثون عن المشرّع الأول في هذا الدين وهو شخص النبي نفسه. عندها لم يستطع هؤلاء أن يجيبوا على تساؤل أهل الغرب التالي: هل ما كان يفعله محمد إذا خاصا بتلك الفترة الزمنية وبذلك المجتمع القبلي؟ وإن كان كذلك، فهل يصبح ما يفعله محمد سنّة لمن لا يعيش مثل تلك الثقافة؟ فلم إذا تجبروننا على دين هو خاص بأهل منطقة جغرافية محددة وبزمن تاريخي معين؟!
- ظن العلمانيون منهم أن هذا لم يكن فعل من أفعال النبي إطلاقا، وأن هذه ليست أكثر من روايات مغلوطة، لا يمكن التثبت من صحتها بدليل تناقض الروايات نفسها في المصادر المختلفة، فبعضهم قال بأنه تزوجها عندما كانت في السادسة من العمر، وبعضهم قال أنها كانت في التاسعة، وقال آخرون أنها كانت في السادسة عشر من العمر، وهكذا.
لكن على الرغم من هذا الجدال الذي لازال دائرا حتى بعد أربعة عشر قرنا من الزمن، لم نجد من يقدّم دليلا واحدا على صحة ما يزعم من كتاب الله نفسه. فلقد ظن الكثيرون بأن كتاب الله لم يتدخل في هذا الأمر، وأن هذا أمر من الأمور التي جلتها السنّة المطهرة (أي أفعال النبي نفسه). فكيف إذا سنبحث عن مخرج لها من الكتاب الكريم؟
السؤال محور البحث: هل فعلا خلا كتاب الله من دليل يثبت رأيا محددا في هذه القضية؟ فهل يمكن أن نجد في كتاب الله ما يمكن أن يفضّ مثل هذا الخلاف بأي اتجاه؟
جوابنا المفترى من عند أنفسنا: نعم، نحن نظن أن باستطاعتنا أن نجلب الدليل الذي يمكن أن يحل الإشكالية في هذه القضية الخلافية. فأين هو؟
رأينا: من أجل جلب مثل هذا الدليل نحن نجد أن الضرورة تستدعي أن نخط العقيدة التالية التي نؤمن بها إيمانا مطلقا، ألا وهي:
- ما كان محمد ليفعل شيئا من تلقاء نفسه
- ما كان محمد ليخالف ما أُنزل إليه من ربه
لذا، لمّا كان محمد يريد أن يتزوج، فلابد (نحن نفتري القول) أنه قد قام بفعل الزواج بجميع تفاصيله على نحو يتوافق مع شريعة ربه التي أنزلها إليه في كتابه الكريم وطلب منه إيصالها للناس كافة (وليس فقط لأهل الصحراء في جزيرة العرب في القرن السادس والسابع الميلاديين).
السؤال: ما الذي فعله محمد إذن؟
رأينا: عندما كان محمد يريد أن يخطب للزواج أو أن يعزم عقدة النكاح لنفسه أو لغيره، أو أن يلامس النساء، فلابد أنه قد راعى في ذلك ما يطلبه منه شرع ربه كما جاء في كتاب الله الكريم، ولا يستثنى من ذلك ما يتعلق بسن الفتاة المنكوحة، لأن ذلك سيصبح سنة متّبعة من بعده عند كل متبع للدين الذي جاء به محمد بغض النظر عن زمانه وموطنه.
السؤال: هل هناك إشارة واضحة في كتاب الله تفيد في تحديد سن الفتاة المنكوحة؟ يسال صاحبنا.
جواب: نعم. نحن نفتري الظن بأن هناك إشارات كثيرة جدا، وهي (في ظننا) واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار، تشير إلى تحديد سن الفتاة التي يجوز أن تخطب أو أن تنكح أو أن تمس.
السؤال: وأين ذلك؟
جواب مفترى: نحن نجد الإشارات واضحة في آيات كثيرة جدا مثل الآيات الكريمة التالية:
وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ۗ ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ ذَٰلِكُمْ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَأَطْهَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (232)
وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا (3)
وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۚ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا (22)
وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ ۖ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُوا لِلْيَتَامَىٰ بِالْقِسْطِ ۚ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا (127)
قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ ۖ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27)
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۗ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (50)
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)
وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ۚ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (231)
وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ۗ ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ ذَٰلِكُمْ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَأَطْهَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (232)
وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ ۚ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا ۚ وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (235)
لَّا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ (236)
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14)
وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا (3)
وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا (4)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19)
وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۚ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا (22)
وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۖ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ أَن تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ۚ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (24)
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43)
وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ ۖ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُوا لِلْيَتَامَىٰ بِالْقِسْطِ ۚ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا (127)
وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ۚ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (129)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)
إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ (81)
وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)
وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ۖ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (60)
أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55)
يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (32)
لَّا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا (52)
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا (1)
السؤال: وأين الدليل على ذلك؟ لم أفهم شيئا. يقول صاحبنا.
رأينا المفترى: نحن نجد الدليل على ما نفتري من الظن في مفردتين اثنتين وردتا في الآيات الكريمة السابقة، وهما:
- مفردة النكاح وما يماثلها (الخطبة واللمس والطلاق)
- مفردة النساء (غير المشتقة)
ولكن كيف ذلك؟
باب النكاح
عند حاولنا أن نتدبر الآية الكريمة التالية، وجدنا (مفترين الظن من عند أنفسنا) بأن النكاح هو عبارة عن مرحلة عمرية يبلغها الذكر أو الأنثى. بدليل أنها تبلغ بلوغا. انظر الآية:
وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا ۚ وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ ۖ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا (6)
فدفع المال لليتامى لا يصبح واجبا إلا عندما يصل اليتيم إلى مرحلة عمرية محددة (وهي بلوغ النكاح)، أليس كذلك؟
السؤال: متى يبلغ اليتيم النكاح؟ أو ما معنى أن يبلغ اليتيم النكاح؟
جواب: عندما يبلغ الكتاب أجله:
وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ ۚ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا ۚ وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (235)
نتيجة مفتراة: نحن نفتري الظن بأنه يستحيل أن تُعزم عقدة النكاح قبل أن يبلغ الكتابُ أجله.
تساؤلات
- ما هو النكاح؟
- ما هي عقدة النكاح؟
- ومتى تعزم عقدة النكاح؟
- وما هو الكتاب؟
- وما هو أجله؟
- ومتى يبلغ الكتاب أجله؟
- الخ.
ما هو النكاح؟
تحدثنا عن هذه القضية في مقالات سابقة لنا وافترينا الظن حينئذ أن الفكر الإسلامي السائد قد أخفق في فهم معنى مفردة النكاح كما جاءت في كتاب الله، وكان سبب هذا الغلط هو أنهم أسقطوا فهمهم التراثي والشعبي على المفردة القرآنية ولم يحاكموا المفردة القرآنية بناء على النص القرآني نفسه، فخلطوا مفردات مثل (وَلَا) تَنْكِحُوا و حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ، وَأُحِلَّ لَكُمْ، وَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ، الخ. ولم يبيّن أهل الدين (نحن نفتري القول) للعامة من الناس الهدف من هذا التنوع اللفظي في موضوع الزواج. وكان الخلط واضحا عند العامة على سبيل المثال عندما ترد مفردة النكاح في الآيات القرآنية، فيظن الكثير منهم أن ذلك يعني المعاشرة الجنسية، وهذا (نحن نظن) خطأ جسيم أوقع الكثيرين في إشكالية فهم السياقات القرآنية الخاصة بالموضوع وما يترتب عليها من أحكام تشريعية، وقد افترينا الظن حينها أن الفهم الصحيح الدقيق لمفردة النكاح مثلاً (كما ترد في كتاب الله) سيسهم – لا شك- في تصحيح بعض تلك الأحكام التي نظن أنها خاطئة.
رأينا المفترى: إن جل ما نود قوله في هذا المجال هو أن مفردة "النكاح" لا تعني المباشرة والمعاشرة الفعلية بين الرجل والمرأة إطلاقا، ولا تتعدى المفردة أن تدل على إنشاء الرباط الشرعي للزواج فقط دون التنفيذ العملي لهذا العقد.
الدليل
أولا، لقد نهانا الله في أكثر من موطن في كتابه العزيز عن نكاح المشركات والمشركين، قال تعالى:
وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ ۚ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ۗ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا ۚ وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ۗ أُولَٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ ۖ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ البقرة (221)
فكيف بالله إذا ينهانا عن نكاح المشركات ونحن نعلم أن السبايا من المشركات في الحروب مثلاً هن من غنائم الحرب التي توزّع على المحاربين؟ فكيف إذا يمكن أن نوفق بين الأمرين: المسلمون يعاشرون ما غنموا من نساء الكفار وفي الوقت ذاته ينهاهم الله عن نكاح المشركات؟
إننا نفهم أن الأمر بسيط للغاية وهو على النحو التالي: إن الله لم ينهانا عن معاشرة المشركات (مصداقاً لقوله وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ) وإنما نهانا عن نكاح المشركات؟ وفي هذا فرق كبير. فلب القول أن الفكر الإسلامي السائد أخفق في التميز بين ما أمرنا الله بنكاحه وما أحل الله لنا؟ فالله نهانا عن نكاح المشركات ولكنه في الوقت ذاته أحل لنا المشركات.
السؤال: ألا ترى أن هذه أحجية؟ ربما يرد البعض قائلا.
ألا تجد أن هذا كلام متناقض؟ كيف ينهانا الله عن نكاح المشركات ويحل لنا فروجهن في الوقت ذاته؟
جواب مفترى: نعم هو كذلك. وتلك ليست لعبة كلمات متقاطعة، وإنما هي دقة متناهية في تميز الألفاظ التي يجب أن نقف عندها ونتأملها كما يجب، وأن لا نمر عليها مرور الكرام.
إن مراد قولنا هو أنّ النهي الإلهي جاء عن "النكاح" وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ، أي لا يحل للمسلم إيجاد الرابط القانوني في أن تكون المشركة زوجة للمؤمن برباط الزواج (أو النكاح)، ولكن يحق للمسلم أن يتمتع بالمشركة دونما ذلك العقد الشرعي، وخلاصة القول فإن المسلم لا ينكح إلا مسلمة ولكن له الحق أن يتمتع بغير المسلمة دون أن ينكحها.وذلك لأن النكاح - كما أسلفنا- يعني إنشاء العقد الشرعي بالزواج، فلا يحق للمسلم أن يعقد على (أي أن ينكح) إلا مسلمة، وسيرد البعض على الفور بالقول: وأين الدليل على ذلك؟
فنقول، لنقرا الآية الكريمة التالية:
وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ۚ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ ۚ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ۚ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ۚ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ ۚ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (25)
ألا تعني هذه الآية الكريمة أن النكاح يتم على فئتين من النساء؟ (1) المحصنات المؤمنات أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ، و (2) ما ملكت يمينك من المؤمنات مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ
أما الدليل الآخر أن النكاح لا يعني مباشرة المرأة بالجماع فجاء في الآية السابقة نفسها في قوله تعالى:
فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ
فما معنى أن تنكح المرأة بأذن أهلها؟ فهل يتطلب جماع المرأة طلب الإذن من أهلها؟ كلا، فالأهل يستأذنوا فقط في عقدة النكاح وليس في المعاشرة والجماع؛ فلا يعقل أن يعمد الرجل في كل مرة يقوم بجماع زوجته إلى طلب الأذن بذلك من أهلها! وأخال أن الأمر فيه نوع من الحرج إن كان يتم بتلك الصورة، أليس كذلك؟ من يدري؟!
وربما لهذا جاء في كتاب الله أن هناك من بيده عقدة النكاح للمرأة من أهلها:
وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ ۚ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۚ وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ البقرة (237)
أما الدليل الثابت (في ظننا) على أنّ النكاح لا يعني ولا يتطلب وقوع الجماع فجاء في قوله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا الأحزاب (49)
فإن نحن أمعنا النظر في هذه الآية الكريمة نجد المعنى واضحاً لا لبس فيه: حصول ووقوع النكاح دون حصول الجماع والمعاشرة الفعلية: إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ. نعم - لا شك- تنكح المرأة دون أن تمس، أليس كذلك؟
وقد تأكد هذا المعنى في مواطن أخرى في كتاب الله:
لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ البقرة (236)
وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ ۚ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۚ وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ البقرة (237)
فالآيات الكريمات تشير إلى احتمالية وقوع الطلاق، ومما لا شك فيه أن الطلاق لا يتم إلا بعد حصول النكاح، ولكن الملفت للانتباه هنا هو حصول الطلاق قبل أن تمس المرأة، ولعل علماء الأمة على دراية أن ما يحرم بعقد النكاح يحرم بالمباشرة والمس، فوالدة المنكوحة مثلاً تحرم بمجرد حصول عقد النكاح.
ولننظر إلى الفرق بين النكاح والمباشرة بالجماع (أي ملامسة النساء) كما ترد في الآية الكريمة التالية:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا الأحزاب (49)
فهناك فرق جوهري بين أن تنكح المرأة وأن تمس المرأة: إنها العدة، فالمرأة التي نكحت دون أن تمس فليس لناكحها عدة عليها، ولكن المرأة التي نكحت ومست فلا شك أن عليها عدة تعتدها لزوجها الذي طلقها.
وهناك فرق آخر وهو حصتها مما فُرِض لها في عقد النكاح، قال تعالى:
وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ ۚ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۚ وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ البقرة (237)
فالمرأة المنكوحة إن طلقت دون أن تمس فلها نصف ما فُرض لها في عقد الزواج، أما المرأة المنكوحة التي مست فلا شك أن حقها كامل في ما فرض لها في عقد النكاح.
نتيجة مفتراة مهمة جدا جدا: نستنتج إذن أن الله عندما يأمرنا بالنكاح أو ينهانا عنه فلا يتعدى ذلك حصول عقد الزواج الشرعي وليس بالضرورة أن تحدث المباشرة الفعلية بالجماع والمعاشرة.
السؤال: متى يمكن أن يقع فعل النكاح؟
جواب مفترى: عندما يبلغ الذكر أو الأنثى سن النكاح: انظر الآية الكريمة التالية جيدا:
وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا ۚ وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ ۖ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا (6)
أو لنقل عندما يمكن أن نعزم عقدة النكاح، ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا عندما يبلغ الكتاب أجله:
وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ ۚ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا ۚ وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (235)
وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ ۚ وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۚ وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (237)
السؤال: متى يمكن أن يبلغ اليتامى (ذكورا وإناثا) النكاح؟ أو متى يمكن أن تعزم عقدة النكاح؟ ومن الذي بيده عقدة النكاح؟
جواب مفترى خطير جدا جدا: عندما تصبح الأنثى من النساء.
باب النساء
لو تدبرنا مفردة النساء في السياقات القرآنية لوجدناها مصاحبة لفعل النكاح، الأمر الذي يدعونا إلى تقديم الافتراء الخطير جدا جدا التالي: أن فعل النكاح لا يقع إلا عن من كانت من النساء.
السؤال: وما الغريب في ذلك؟
رأينا: يجب أن نميز بين من كانت من الإناث ومن كانت من النساء. فليس كل من كانت أنثى هي من النساء. ولكن من كانت من النساء فهي بلا شك من الإناث.
الدليل
إن الذي دفعنا إلى تقديم مثل هذا الافتراء هو تساؤل أثير في نفسي حول منطوق الآيات الكريمة التالية:
وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۚ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا (22)
وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ ۚ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا ۚ وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (235)
وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ۗ ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ ذَٰلِكُمْ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَأَطْهَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (232)
التساؤل المثير: ألا تجد - عزيزي القارئ- أن هناك حشو (غير لازم) في هذه الآيات الكريمة في قوله تعالى وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ؟ فهل نكح آباؤنا (نحن نسأل) شيئا آخر غير النساء حتى يأمرنا الله بأن ننكح النساء على وجه التحديد؟ فهل نكحوا شيئا من الدواب أو من الجن ونحوهم حتى أمرنا الله بالاكتفاء بنكاح النساء مثلا؟
ثم، ألا ينطبق ذلك على قوله تعالى فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ؟ فهل يمكن أن يخطب غير النساء؟
ثم، ألا ينطبق ذلك على فعل الطلاق أيضا: وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ؟ فهل يمكن أن تُطلّق من كانت من غير النساء؟ هل يمكن أن يقع الطلاق على الدواب أو الطيور أو الذكور، الخ؟
التساؤل: مادام أن النكاح يقع على المرأة أصلا، ومادام أن الخطبة تكون للمرأة فقط، ومادام أن الطلاق يقع على المرأة أيضا، فلم يصرح اللفظ القرآني بذلك؟ ألا يكفي أن تأتي مفردة النكاح أو مفردة الخطبة أو الطلاق دون الحاجة إلى مرافقة لفظة النساء لها، لنفهم أن هذا الفعل (النكاح) أو ذاك الفعل (الخطبة أو الطلاق) يقع على المرأة، وكفى؟ وهكذا؟
رأينا: كلا وألف كلا. نحن نظن أن ذلك هو مقصد القول وغايته: ففعل النكاح وفعل الخطبة وفعل الطلاق لا يقع إلا على من كانت من النساء فقط.
السؤال: لماذا؟
جواب: لأن فعل الطلاق (نحن نفتري الظن) لا يقع على كل من كانت من الإناث فقط، ولكنه يقع على من كانت من النساء من الإناث. فالأنثى (نحن نفتري القول) لا تنكح إلا إذا أصبحت من فئة النساء. وبالمثل فإن الأنثى لا تخطب إلا إذا اصبحت من النساء ولا تلامس إلا إذا أصبحت من النساء ولا تطلق إلا إذا كانت من النساء. فأفعال الخطبة والنكاح والملامسة والطلاق هي أفعال ملازمة لمفردة النساء.
السؤال: ما الفرق؟ وما معنى أن تكون الأنثى من النساء؟ ومتى لا تكون الأنثى من النساء؟ ومتى تصبح الأنثى من النساء؟
رأينا: لو تدبرنا جميع السياقات الخاصة بالنكاح والخطبة والطلاق وتلك الخاصة بالنساء لوجدنا التلازم الذي لا تنفك عراه بين الطرفين. انظر جميع السياقات القرآنية في هذا الصدد مرة أخرى:
وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ۗ ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ ذَٰلِكُمْ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَأَطْهَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (232)
وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا (3)
وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۚ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا (22)
وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ ۖ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُوا لِلْيَتَامَىٰ بِالْقِسْطِ ۚ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا (127)
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۗ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (50)
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)
وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ۚ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (231)
وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ۗ ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ ذَٰلِكُمْ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَأَطْهَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (232)
وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ ۚ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا ۚ وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (235)
لَّا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ (236)
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14)
وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا (4)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19)
وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۖ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ أَن تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ۚ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (24)
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43)
وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ۚ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (129)
إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ (81)
وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)
وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ۖ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (60)
يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (32)
لَّا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا (52)
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا (1)
وهذا لا يعني أن فعل الشهوة يقع على النساء فقط ولكنه يمكن أن يقع على الرجال أيضا:
أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55)
السؤال: من النساء؟ أو ما معنى مفردة "النساء" في النص القرآني؟ أو لنقل: متى تصبح الأنثى من النساء؟
رأينا المفترى: نحن نفتري القول من عند أنفسنا أن هناك شروطا محددة هي ما تجعل الأنثى تقع في قائمة النساء التي يمكن أن تخطب، فتنكح، فتلمس، فتطلق. وهذه الشروط هي:
- العورة
وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)
- المحيض
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)
- اللباس
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (59)
وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)
نتيجة مفترة: نحن نفتري الظن من عند أنفسنا أن الأنثى لا تبلغ مبلغ النساء إلا عندما تكون قد وصلت مرحلة المحيض، لأن المحيض هو صفة ملازمة لمن كانت من النساء فقط (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ)، عندها تصبح لتلك الأنثى عورة مادام أنها بلغت مبلغ النساء (يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ)، فللنساء عورات لا يحل لمن كان من الذكور أن يظهر عليها، ويستثنى من ذلك من كان من غير أولي الإربة من الرجال (أي المخنثين اللذين لا ينتصب عضوهم الذكري) أو من كان طفلا لأن هؤلاء وإن ظهروا على عورات النساء، فذاك لا يقدم في الأمر شيئا ولا يؤخر فيه. وما أن تحيض الأنثى وتصبح لها عورة يحرم على الذكور الظهور عليها حتى تصبح الحاجة ماسة أن تغطي تلك الأنثى التي بلغت مبلغ النساء عورتها، فيصبح اللباس الشرعي أمرا لا مفر منه. (وسنتحدث عن هذا اللباس في مقالة مستقلة بحول الله وتوفيقه).
فيكون ذلك إيذانا (طبيعيا، فطريا، كونيا) بأن هذه الأنثى قد بلغت مبلغ النساء، فتصبح جاهزة للخطبة أو أن يعزم عليها عقدة النكاح، فتمس وتلامس من قبل الرجال الراغبين فيها، وتطلق إذا ما كرهها ناكحها:
وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا (3)
السؤال: هل تظنون - يا سادة - أن محمدا ربما غفل عن ذلك في الأمر الإلهي الذي وجِّه له شخصيا في الآية الكريمة التالية؟
لَّا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا (52)
هل تظنون - يا سادة- أن محمدا قد غفل أنه لا يحل له إلا من كانت من النساء من الإناث؟
هل تظنون - يا سادة- أن محمدا كان سيخطب غير من كانت من النساء مادام أن الأمر الإلهي بالخطبة كان خاصا بمن كانت من النساء؟
هل تظنون - يا سادة- أن محمدا كان سينكح من لم تكن من النساء مادام أن الأمر الإلهي في النكاح كان خاصا بالنساء؟
هل تظنون – يا سادة- أن محمدا كان سيلامس من لم تبلغ مبلغ النساء مادام أن الأمر الإلهي بالملامسة قد جاء خاصا بالنساء؟
أما أنا، فإني على العقيدة التي لا تتزحزح بأن محمدا كان يعي تماما الوحي الإلهي، وأن محمدا كان يطبق ذلك الوحي بكليته دون زيادة أو نقصان أو تجاوز، لذا فهو قد خَطَبَ من كانت من النساء، ونَكَحَ من كانت من النساء، ولامس من كانت من النساء، ولا أظن أن السيدة عائشة كانت استثناء في ذلك.
والله أعلم
ملحوظة: هذا الكلام ليس موجها لأهل الدين الإسلامي، وهو بكل تأكيد ليس موجها لطائفة بعينها، ولا شك أنه غير موجه لخطيب مسجدنا في الجمعة الماضية الذي تشدقت أوداجه وهو يتهمني بالتصريح والتلميح بأني ممن يسبون صاحبة رسول الله، لأن هؤلاء بالنسبة لي من أمثال النعامة التي تخبئ رأسها في الرمل فتظن أنها قد نجت، وهي لا تعلم ما يفعل بمؤخرتها.
لكن كلامي هذا موجه بشكل خاص إلى العالم الخارجي، إلى اللذين يتهمون محمدا عن غير علم، وأخص منهم – على وجه التحديد- علماء بني إسرائيل، لأقول لهم: هذا ما في كتاب ربنا، فهاتوا ما عندكم لنرى من الذي تعدى وتجاوز وتطاول على أنبياء الله ورسله وأهلهم وأصحابهم. فهل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟
وللحديث بقية
فالله وحده أسأل أن يعلمني ما لم أكن أعلم، وأن يجعل فضله علي عظيما، وأعوذ به أن افتري عليه الكذب أو أن أقول عليه ما ليس لي بحق، إنه هو العليم الحكيم – آمين.
المدّكر: رشيد سليم الجراح
بقلم د. رشيد الجراح
21 أيلول 2014
[1] وعندما وجد مخرجها أن الهجمة عليه شرسة من أهل الإسلام، اللذين يظنون أنهم يحبون نبيهم، جاءته المشورة ممن حوله أن يذهب بنفسه إليهم فيعلن إسلامه في مكة، فلا يسفك دمه على أيدي بعضهم بعد التهديدات الكثيرة التي تلقاها وسمع عنها، ففعل. فكانت النتيجة أن أُغدقت عليه الأموال وقوبل بالترحاب على شاشات التلفزة الإسلامية، وودع بالهدايا والأعطيات عند مدرجات طائراتهم ذات النجوم السبعة. ففهم هذا الرجل (وكل الغرب من بعده) أن من السهل التعامل مع هذه الأمة، والأسهل أن يضحك على ذقونها حتى من أقل الناس دهاء في بلادهم. فصاحِب الفلم ذاك قد كسب المال الوفير عندما كال التهم جزافا لنبيهم في فلمه الذي بثته كثير من شاشات التلفزة في العالم أجمع، وكسب المال الأكثر عندما قدّم اعتذاره الشفهي لهم، فهو إذن كمن صاد عصفورين في حجر واحد.
رأينا: لو كان أهل الإسلام أصحاب مواقف صحيحة، مبنية على أفهام واضحة لكتاب الله وسيرة نبيهم الكريم، لما ردوا عليه بأكثر من الحجة والبرهان لا بالوعيد بالقتل والذبح. فرد التهم لا تكون بفتل عضلات من لا يحسنون التفكير كالـ... من يدري؟!!!