يقدم هذا المقال تحليلاً معمقاً لمفهوم "الأمانة" المذكور في القرآن، مفترضاً أنها "النفس" التي تمنح الإنسان حرية الاختيار المطلقة. يناقش المقال كيف أن عرض هذه الأمانة على السماوات والأرض والجبال ورفضهن لها سبق خلق الإنسان. ويفترض الكاتب أن الإنسان قبل بحملها بعد أن أصبح "ظلوماً جهولاً" بخروجه من الجنة، كوسيلة لاستعادة العلم المفقود والعودة إليها. يميز المقال بين الخلافة (الربوبية على الأرض) والأمانة (مسؤولية الاختيار)، ويطرح تساؤلات وجودية حول الحكمة من الخلق والعبادة.
فهرس المقالة
- مقدمة: فصل بيننا وبين أنفسنا
- السؤال الأول: ما هي الأمانة؟
- السؤال الثاني: متى عُرضت الأمانة؟
- باب: أشفقن (معنى الإشفاق)
- باب: فأبين (معنى الإباء)
- الفرق بين الخلافة والأمانة
- باب: الإلوهية والربوبية
- باب العبادة: تساؤلات وجودية
- الكتّاب
مقدمة: فصل بيننا وبين أنفسنا
افترينا القول في الجزء السابق من هذه المقالة أن الأمانة التي عرضها الله على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان فكان ظلوما جهولا هي النفس التي سواها الله، والتي ألهمها فجورها وتقواها:
سورة الشمس
وهي التي يتوفاها الله بنفسه في النوم وفي الموت:
سورة الزمر
وحاولنا الفصل بيننا نحن من جهة وبين أنفسنا من جهة أخرى، وذلك لأنه في حين أن الله هو من يتوفى الأنفس بنفسه (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ) إلا أن ملك الموت هو الذي يتوفانا نحن:
سورة السجدة
وهذا الفصل واضح في السياقات التي تتحدث عن ما سيحل بنا في يوم القيامة. فنحن مأمورون حينئذ أن نذهب لنخرج أنفسنا:
سورة الأنعام
وبمثل هذه الافتراءات التي زعمناها من عند أنفسنا بناء على فهمنا للسياقات القرآنية التي ظننا أنها ذات علاقة بفحوى الموضوع، خلصنا إلى طرح التساؤلات التالية:
- ما هي النفس إذن؟
- متى عرضها الله على السموات والأرض والجبال ليحملنها؟
- كيف أبت السموات والأرض والجبال أن يحملنها؟
- لماذا أشفقن منها؟
- كيف أشفقن منها؟
- متى عرضت الأمانة على الإنسان؟
- لماذا قَبِل الإنسان على وجه التحديد أن يحملها؟
- لماذا لم يشفق منها كما السموات والأرض والجبال مثلا؟
- متى كان الإنسان ظلوما جهولا حتى تصدى لحمل تلك الأمانة؟ ألم يعلِّم الله آدم الأسماء كلها؟ ألم يسجد له الملائكة؟
- لماذا لم يعرض الله تلك الأمانة على الجن مثلا؟
- ألم تكن الجن (كما الإنسان) ظلوما جهولا؟
- الخ.
هذه جملة التساؤلات التي سنحاول الخوض فيها سائلين الله وحده أن يهدينا رشدنا فلا نفتري عليه الكذب ولا نقول عليه ما ليس لنا بحق – آمين.
أما بعد،
السؤال الأول: ما هي الأمانة؟
جواب مفترى من عند أنفسنا: لأنها هي التي تعطي للإنسان حرية الاختيار فلا يعود مسخرا في شيء. فنحن نفتري الظن من عند أنفسنا بأن الإنسان يمتلك حرية مطلقة في إرادته و مشيئته و أفعاله و أقواله و تفكيره وحتى خلجاته، فلا يؤثر عليه في ذلك أحد حتى الإله نفسه. فالإله يطلع على ذلك كله لكنه لا يتدخل فيه مطلقا. وبهذا ينتفي فعل الإجبار، ويصبح من حق الإله أن يحاسب الإنسان على كل ما بدر منه (للتفصيل انظر مقالاتنا تحت عنوان: جدلية التسيير والتخيير، وهل لعلم الله حدود؟ جدلية العقل والقلب).
ليكون المشهد – كما نفهمه- على النحو التالي: إن قبول حمل الأمانة هو – نحن نزعم القول- ما جعل الإنسان عرضة للمحاسبة، فلو لم يقبل الإنسان حمل الأمانة لما حوسب على ما يصدر منه. وانظر – إن شئت- في السياق الأوسع الذي جاءت فيه آية قبول الإنسان حمل الأمانة:
سورة الأحزاب
نتيجة ما دام أن الإنسان قد حمل الأمانة فإن النتيجة الحتمية هي الفصل بين من لا يصونها (الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ) ومن يرعاها حق رعايتها (الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).
الدليل
لابد من التنبيه بداية أن النفس هي صفة مشتركة بين الإله والإنسان، فكما للإنسان نفس فإن للإله نفس وإن اختلفت في الماهية، وهذا واضحا من سياق الحوار الذي دار بين الإله نفسه وعيسى بن مريم، فانظر – إن شئت- في قوله تعالى:
سورة المائدة
لذا، نحن سنتجرأ على تقديم الافتراء الخطير جدا التالي: لما قضى الله على كل نفس أن تذوق الموت:
سورة آل عمران
سورة الأنبياء
سورة العنكبوت
فإننا لا نستثنى أن تكون نفس الله تذوق الموت كذلك – فهل هناك أخطر من هذا القول؟ من يدري؟!!!
هذا ما سنقحم أنفسنا فيه لاحقا بعد أن تبين مجموعة من منطلقات التفكير التي ننوي أن نضعها بداية بين يدي القارئ الكريم لتمحيصها. وهي التي سيتم بناء عليها محاكمة مثل افتراءاتنا هذه التي لا نشك قيد أنملة بأنها خطيرة جدا لما ستكون عواقبها على العقيدة التي نؤمن بها، والتي لا نطلب من الآخرين الإيمان بها ما لم يجدوا أن الدليل من كتاب الله يثبتها، وبخلاف ذلك لا تعدو أكثر من فلتات فكرية قد لا تساوي ثمن الحبر الذي خطت به ناهيك عن الجهد الذي انفق فيها.
السؤال الثاني: متى عرض الله الأمانة على السموات والأرض والجبال ليحملنها؟
جواب مفترى: بداية لابد من لفت الانتباه إلى أحد الاستنباطات البديهية التي يمكن الخروج بها من الآية الكريمة نفسها، ألا وهو أن عرض الأمانة على السموات والأرض والجبال قد سبق عرضها على الإنسان، وأن قبول الإنسان بحمل الأمانة قد جاء بعد أن أبت السموات والأرض والجبال أن يحملنها. انظر الآية الكريمة جيدا من هذا الجانب، مركزا على تتابع الأحداث الذي يمكن استنباطه منها:
سورة الأحزاب
رأينا: لو دققنا في النص القرآني التالي لوجدنا أن خلق السموات والأرض قد بدأ في يوم من الأيام:
سورة التوبة
بعد أن كانتا (أي السموات والأرض) رتقا، فتم ذلك بالفتق:
سورة الأنبياء
وأن ذلك قد استمر ستة أيام:
سورة يونس
وحصل ذلك عندما كان عرشه على الماء:
سورة هود
وأن ذلك قد سبق خلق الإنسان، وذلك لأن خلق الإنسان قد جاء بعد أن خلق الله لنا ما في الأرض جمعيا ثم استوى إلى السماء ليسوهن سبع سموات:
سورة البقرة
ومن الأرض مثلهن:
سورة الطلاق
فلقد تم إعداد الأرض كخطوة تحضيرية لوراثتها من قبل البشر الذي اتخذ الإله قراره أن يستخلفه فيها:
سورة البقرة
فالقرار الإلهي بخلافة البشر حصل - نحن نظن - بعد كانت الأرض قد وجدت من ذي قبل. وبدليل أن السموات والأرض كانتا موجودتان من ذي قبل عندما علم الله آدم الأسماء كلها وعرضهم على الملائكة:
سورة البقرة
لذا لابد نحن نفتري القول من عند أنفسنا أن عرض الأمانة على السموات والأرض والجبال قد سبق القرار الإلهي باستخلاف بشر في الأرض، لنخلص من هذا النقاش بالافتراءات التالية:
نتيجة: مادام أن خلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس، ومادام أن من هو قادر على خلق السموات والأرض لا يعجزه خلق من هو دون ذلك، فيجب إذن أن نتدبر بداية الحكمة من خلق السموات والأرض الذي استمر ستة أيام:
سورة يونس
ولو حاولنا ربط هذه الحقيقة القرآنية مع ما جاء في الآية الكريمة التالية التي تدلنا على أن يوما واحدا عند ربك كألف سنة مما نعد:
سورة الحج
لخلصنا إلى النتيجة الرياضية البسيطة وهي إن خلق السموات والأرض قد استمر ستة الآلاف سنة مما نعد (6 ₓ 1000) بالرغم أن هذا الخلق (على كبره) لم يكن ليمس الله من جراءه لغوب:
سورة ق
إن ما نحاول أن نجهد أنفسنا للوصول إليه هو أن خلق الإنسان (بالمقارنة بخلق السموات والأرض) هو على الله هين:
سورة مريم
رأينا المفترى الخطير جدا الذي نظن أنه غير مسبوق والذي سيكون له عواقب جمة على الفهم: نحن نفتري القول من عند أنفسنا بأن خلق السموات والأرض وما بينهما لم يكن من أجل الإنسان كما يزعم معظم من سبقنا من سادتنا العلماء أهل الدراية والرواية. فالله لم يخلق السموات والأرض – نحن نفتري القول- من أجل الإنسان أبدا.
رأينا: عندما خلق الله السموات والأرض، لم يكن ليتخذ من ذلك لهوا:
سورة الأنبياء
وهو بكل تأكيد لم يكن لاعبا:
سورة الدخان
رأينا المفترى: لكي يعرض عليهن حمل الأمانة:
سورة الأحزاب
رأينا: ما أن خلق الله السموات والأرض حتى كان ذلك خلقا عظيما بدليل أنه أكبر من خلق الناس، وهناك تمت تسويتهن سبع سموات ومن الأرض مثلهن:
سورة البقرة
سورة الطلاق
وهناك عرض الله الأمانة عليهن:
سورة الأحزاب
تخيلات: عندما كانت السموات لازالت دخانا، حصل الاستواء الإلهي إلى السماء، وهناك صدر الأمر الإلهي الأول للسماء وللأرض بأن يأتيا طوعا أو كرها:
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا ...
سورة فصلتوهناك كان القرار الذي اتخذ من قبل السموات والأرض على نحو أن يأتيا طوعا. وانظر – إن شئت- في تتمة الآية الكريمة السابقة:
... قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴿١١﴾
سورة فصلتفما كان من الإله إلاّ أن قضاهن سبع سموات ومن الأرض مثلهن:
فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴿١٢﴾
سورة فصلتاللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴿١٢﴾
سورة الطلاق
النتيجة: أتت السموات والأرض طائعين.
ولكن لو دققنا في هذه الآية الكريمة جيدا لوجدنا شيئا عجيبا يتمحور حول السؤال المثير التالي: إذا كان من في السموات والأرض لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون (وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ)، أليس الإنسان جزء من ذلك؟ أليس نحن جزء ممن في السموات والأرض؟ فما بالنا نحن (الناس) نستكبر عن عبادته ونستحسر؟
جواب: إننا نفتري القول من عند أنفسنا أننا لسنا جزءا ممن في السموات والأرض مادام أننا يمكن أن نستكبر عن عبادته ويمكن أن نستحسر؟
جواب: نحن نظن أنهم من جاء ذكرهم في الآية الكريمة التالية:
سورة البقرة
لتكون الصورة على النحو التالي: يخلق الله السموات والأرض من أجل عرض الأمانة عليهن ليحملنها، ثم يخلق لنا ما في الأرض جميعا لكي يكون الإنسان هو خليفة الله في تلك الأرض. فأصبح ما في السموات والأرض قد خلق من أجل أن يسخره الله لنا:
سورة لقمان
سورة الجاثية
فأصبح كل ما في السموات والأرض منزوع الإرادة ليكون مسخرا لخليفة الله في الأرض (البشر). وهذه تشمل كل ما ورد ذكره في الآيات الكريمة التالية:
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ
وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ
وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ۚ وَكُنَّا فَاعِلِينَ
وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ۖ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ۖ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ
وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ
أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ۗ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۚ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ
إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ
فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ
لِتَسْتَوُوا عَلَىٰ ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ
اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ
لكن هذا النقاش يوصلنا في نهايته إلى ما نحاول أن نجهد أنفسنا للوصول إليه وهو النتيجة التالية التي نظن أنها مهمة جدا جدا وغير مسبوقة، إلا وهي: بالرغم أن الله قد سخر لنا كل ما في السموات والأرض إلا أنه لم يسخر لنا السموات والأرض أنفسهن. لذا وجب التمييز بين السموات والأرض أنفسهن من جهة وما في السموات والأرض من جهة أخرى. فصحيح أن الله قد سخر لنا ما في السموات والأرض جميعا لكنه في الوقت ذاته لم يسخر لنا السموات والأرض أنفسهن.
جواب: لو دققنا في اللفظ على مساحة النص القرآني جيدا لوجدنا أن تسخير ما في السموات والأرض قد جاء من ذي قبل، لنخرج بالافتراء التالي:
- خلق الله السموات والأرض ولم يسخرهما لنا
- خلق الله ما في السموات والأرض وسخره لنا
رأينا المفترى: نحن نظن أن القرار الإلهي بخلق السموات والأرض وما فيهن قد جاء من أجلين هدفين منفصلين.
- خلق الله ما في السموات والأرض جميعا وسخر ذلك كله لنا لتكون في خدمة المخلوق الذي اتخذ الله قراره بأن يكون خليفته في الأرض وهو البشر (آدم)
- خلق الله السموات والأرض من ذي قبل من أجل غاية ما، لذا لم يسخرهما لهذا المخلوق. ليكون السؤال الحتمي هنا هو: لِم خلق الله السموات والأرض أصلا؟
رأينا المفترى: من أجل حمل الأمانة
سورة الأحزاب
باب : أشفقن
نحن نظن مفترين القول من عند أنفسنا بأنه لا علاقة لمفردة "أشفق" المشتقة من الشفقة بالرحمة أو الرأفة على الآخرين، ولكنها تخص شفقة "الكائن" على نفسه. بمعنى أن من يشفق فهو يشفق على نفسه فقط، بسبب وقوع خطر محتمل عليه، قد يسبب له المتاعب وبالتالي العواقب التي ربما تكون وخيمة في نهاية المطاف. فها هم المجرمون مشفقون على أنفسهم مما رءاوه بسبب سوء أعمالهم:
سورة الكهف
سورة الشورى
فلا أظن أن شفقتهم هذه موجهة لغير أنفسهم.
و هاهم من يخشون ربهم مشفقون منها على أنفسهم
سورة الأنبياء
سورة المؤمنون
ولا شك أن هناك من يخاف يوم الساعة و يشفق على نفسه منها:
سورة الأنبياء
سورة الشورى
نتيجة (1): المجرمون والظالمون يشفقون على أنفسهم بعد فوات الأوان، فلا تنفعهم شفقتهم تلك
نتيجة (2) المؤمنون الذين يخشون ربهم يشفقون على أنفسهم قبل فوات الأوان
(دعاء: اللهم أسألك أن أكون ممن يشفق على نفسه قبل فوات الأوان – آمين)
باب ( فَأَبَيْنَ )
رأينا: عندما يحدث الإباء من قبل كينونة ما فإن ذلك يدل على الرفض القاطع:
سورة البقرة
وهو يدل كذلك على الرفض القاطع الذي لا رجعة فيه، فهذا إبليس هو من أبى السجود لآدم:
سورة البقرة
سورة الحجر
لذا كان قرار إبليس في هذا الجانب قطعيا لا رجعة فيه، وإلا لربما حصل تراجع من إبليس عن موقفه الأول كما فعل آدم، فلقد وقع آدم في المعصية (التي ربما نظن أنها أكبر من حيث الطبيعة من معصية إبليس)، ولكنه بالرغم من ذلك فهو لم يأب. لذا رجع تائبا إلى ربه فاستغفره فغفر له. ولكن لما كان إبليس قد أبى، فقد استحال مع ذلك احتمالية الرجوع عن ذلك الموقف.
والإباء يكون (نحن نظن) صادرا من العقيدة الراسخة في القلوب:
سورة التوبة
ويتم ذلك بعد أن تقدم لهم الآيات، فيعرفونها
سورة الإسراء
سورة الفرقان
ورؤيتها:
سورة الإسراء
سورة طه
وقد يأتي فعل الإباء بعد القيام بأفعال معاكسة متكررة، فالله هو من يأبى إلا أن يتم نوره بعد أن أصر الظالمون على أن يطفئوا نور الله بأفواههم:
سورة التوبة
ليصبح المشهد في أذهاننا على النحو التالي:
يخلق الله السموات والأرض وما بينهن فيسويهن سبعا:
سورة الطلاق
يتم عرض الأمانة على السموات والأرض والجبال، فيأتي القرار من قبل هذه المخلوقات العظيمة بالرفض القاطع، ويكون السبب في ذلك هو إشفاقهن منها:
سورة الأحزاب
انتهى هذا المشهد، ويبدأ فصل جديد في الخلق وهو القرار الإلهي باستخلاف بشر في الأرض، فيكون القرار الإلهي على نحو أن يكون هذا المخلوق هو خليفة الله في الأرض:
سورة البقرة
ويكون ذلك ليس من أجل الأرض نفسها ولكن من أجل ما في الأرض جميعا:
سورة البقرة
وهنا تظهر الملائكة دهشتها واستغرابها وربما بعض الاحتجاج على ذلك:
سورة البقرة
ولكن الله الذي هو أعلم، يعمد إلى تعليم آدم بنفسه:
سورة البقرة
وبعد أن أقر الملائكة لآدم بهذا الفضل الإلهي، فسجدوا له، جاء القرار الإلهي أن يسكنه وزوجه الجنة، فيطلب منها أن يأكلا منها رغدا حيث شاءا باستثناء الاقتراب من شجرة واحدة:
سورة البقرة
ويحذر آدم في الوقت ذاته من عداوة الشيطان له ولزوجه:
سورة طه
لكن آدم ينزل عند رغبة الشيطان فيذوق وزوجه الشجرة:
سورة الأعراف
عندها يأتي العقاب الإلهي لآدم وزوجه على فعلتهما تلك على نحو الهبوط منها:
سورة البقرة
سورة طه
تنتهي القصة هناك
رأينا المفترى: نحن نعتقد أن آدم لم يكن يستطيع العودة إلى الجنة التي فقدها وذلك لأنه قد خسر العلم الذي كان يؤهله للسكن فيها ألا وهو علم الأسماء الذي جاءه بتعليم مباشر من ربه.
تخيلاتنا: نحن نظن أن الذي حصل كان على النحو التالي: خلق الله ما في الأرض جميعا لآدم وزوجه، وجعل آدم خليفته في الأرض، فسخر له ما في الأرض جميعا وإن لم يكن قد سخر له الأرض نفسها. ومن أجل ذلك قام بتعليمه علم الأسماء كلها، فأسجد له الملائكة جميعا ليكونوا تحت تصرفه، يأتمرون بأمره وينتهون بنهيه، فتخلف عن الركب إبليس فقط. عندها حذر الله آدم وزوجه من النزول عند رغبة الشيطان بالاقتراب من تلك الشجرة وذلك لأن إبليس قد صرّح في رده على سؤال الإله بعداوته لآدم:
قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴿١٢﴾
سورة الأعرافلكن آدم وزوجه نزلا عند رغبة الشيطان، فذاقا الشجرة وأكلا منها. فحصلت الكارثة عندما لم يكن لآدم عزم، فقد نسي ما علمه الله إياه:
وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ﴿١١٥﴾
سورة طهجاء القرار الإلهي بأن يهبط آدم وزوجه من تلك الجنة مادام أنهما قد خسرا العلم
انتهت القصة
أولا: بعد أن رضخ آدم وزوجه عند طلب الشيطان منهما الاقتراب من الشجرة، أصبحا ظالمين لأنفسهم:
سورة الأعراف
نتيجة: أصبح آدم ظالما لنفسه
ثانيا، مادام أن آدم فد رضخ عند طلب الشيطان فقد نسي العلم الذي جاءه بتعليم مباشر من ربه:
سورة طه
نتيجة: مادام أن آدم قد خسر علم الأسماء الذي جاءه بتعليم مباشر من ربه عندما نسيه، فقد أصبح جهولا.
نتيجة 2: مادام أن آدم قد نسي، فهو لم يعد بشرا خالصا، فقد أصبح إنسانا (من النسيان)، هابطا من الجنة لا يستطيع العودة إليها.
رأينا المفترى الخطير جدا: عندها تقدم آدم من تلقاء نفسه بالعرض على الإله لحمل الأمانة:
سورة الأحزاب
الفرق بين الخلافة والأمانة
بداية لابد من التمييز في سياق حديثنا هذا بين الخلافة التي خلق الله بشرا من أجلها:
سورة البقرة
والأمانة التي تصدى الإنسان لحملها عندما أصبح ظلوما جهولا:
سورة الأحزاب
رأينا: إنها الربوبية
افتراء من عند أنفسنا: نحن نظن أن الإله قد خلق بشرا ليكون خليفته على الأرض، فيكون ذلك البشر هو رب على الأرض
جواب : نحن نظن أن الإله قد أعطى هذا البشر (الخليفة) تفويضا بأن بقوم بتدبير شئون الأرض، فهو الذي خلق لنا ما في الأرض جميعا:
سورة البقرة
وهو الذي سخر لنا ما في السموات وما في الأرض جميعا:
سورة الجاثية
وبذلك أصبح هذا البشر هو رب الأرض. وحتى لا يستعجل القارئ بالخروج باستنباطات من عند نفسه حول ما نزعم وجب التطرق إلى موضوع الإلوهية والربوبية مرة أخرى، لنفتري القول هنا بأن هذا البشر وإن كان هو رب الأرض إلا أنه ليس بإله، ولكن الله الذي هو رب السموات والأرض هو الإله الواحد الأحد.
باب : الإلوهية و الربوبية
لقد افترينا القول سابقا بأن الربوبية منفصلة تماما عن الإلوهية، فالإلوهية شيء و الربوبية شيء آخر تماما. وزعمنا الظن بأنه يمكن لأي أحد أن يكون ربا ، و لكن ليس هناك إلا اله واحد فقط ، و يمكن أن ندلل على ذلك بالكثير من الآيات الكريمة، فلقد وردت مفردة (رب) مصاحبة للبشر، فأصبح من الممكن أن يكون هناك أرباب كثيرون و لكن لا يوجد سوى إله واحد:
سورة آل عمران
سورة التوبة
فبالرغم من تعدد الأرباب، إلا أن هناك إله واحد أحد:
سورة يوسف
نتيجة 2: الرب أدنى منزلة من الإله. وانظر إن شئت في قوله تعالى:
وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ
إتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ
ثالثا، نحن نجد الكثير من الآيات التي يصف الله بها نفسه بأنه رب السموات والأرض وما بينهما وأنه رب المشرق والمغرب وأنه رب العرس العظيم وأنه رب العالمين:
سورة مريم
سورة الزخرف
سورة الشعراء
سورة الصافات
سورة الصافات
ولكن الملفت للانتباه أننا لا نجد نصا قرآنيا واحدا يصور الله على أنه إله السماوات والأرض و ما بينهما أو أنه إله العالمين أو أنه إله العرش العظيم. وجل ما نجد هو قوله تعالى:
سورة الزخرف
جواب مفترى: لأن الربوبية هي وظيفة، فالله سبحانه و تعالى هو رب بما يقوم به من تدبير شئون الكون الذي خلقه، فهو الذي يتحكم بالسموات والأرض والعرش، الخ. ولكن الإله هو من له حق العبادة:
سورة يونس
فكل الذين من دون الله (وإن كانوا أربابا) لا يستحقون أن يعبدوا لأن العبادة حق خالص للإله الواحد الأحد
نتيجة: الخلافة هي ربوبية الخليفة على ما استخلف فيه، لذا فهو صاحب القرار في ذلك (أي صاحب الحكم). وانظر – إن شئت- في خلافة داوود:
سورة ص
نتيجة مهمة جدا: من كان خليفة فهو صاحب الحكم في ما استخلف فيه.
باب العبادة: تساؤلات
- لماذا خلق الله آدم؟
- لماذا استخلفه في الأرض؟
- لماذا أخرجه من الجنة وقد كان مستخلفا فيها؟
- لماذا سيكافئ الله الإنسان بالثواب والعقاب؟
- ما يضر الإله لو أنه لم يخلقنا أصلا؟
- ما الذي سيكسبه الإله من معاقبتنا؟
- فهل تضره معاصينا؟
- وهل تنفعه طاعتنا؟
- ما الذي يجري؟
أليست هذه هي الأسئلة الوجودية التي أعيت العقل البشري؟
رأينا: تعالوا بنا نخرّص حول هذه الإجابات من هذا المنظور الذي نطرحه والذي نظن أنه غير مسبوق، لننظر ما ستؤول إليه الأمور في نهاية المطاف.
هذا ما سنحاول النبش فيه لاحقا بحول الله وتوفيقه، سائلين الله وحده أن يهدينا إلى نوره الذي أبى إلا أن يتمه ولو كره الكافرون الذين ما انفكوا يوما عن محاولة أن يطفئوا نور الله بأفواههم. ولكن لما كانت عقيدتنا أن الله هو من أبى إلا أن يتم نوره فإننا لا نعدم الرجاء أن يهدينا الله إليه، وأن يعلمنا ما لم نكن نعلم وأن ينفذ مشيئته وإرادته لنا الإحاطة بشيء من علمه لا ينبغي لغيرنا، إنه هو الواسع العليم – آمين.