لماذا نصلي خمس مرات في اليوم والليلة؟ الجزء الأول
من تطبيقات نظريات تحليل الخطاب: لماذا نصلي خمس مرات في اليوم والليلة؟
توطئة
تعتبر هذه المقالة تطبيقاً عملياً لنظريات تحليل الخطاب اللغوية( Discourse Analysis) على النص القرآني. لذا نجد أنه من بالغ الأهمية الإشارة إلى أن هذا البحث هو بحث لغوي خالص، لم يكن الهدف منه الخروج بأحكام تشريعية تخص عقيدة الأمة، وإنما التطرق إلى قضية فكرية من زوايا جديدة متسلحين بأدوات تقدّمها نظريات بشرية قابلة للأخذ والرد. فنحن نظن أن التطبيقات الصحيحة والاستفادة المثلى من تلك النظريات اللغوية ربما تفتح آفاقاً جديدة في البحث في مجالات أخرى. وسنحاول تقديم الدليل على مثل هذا الزعم في مقالتنا هذه. ومثالنا الذي نطرحه هنا يتمثل بالإجابة على سؤال يخالج العامة وأهل الاختصاص على حد سواء يتعلق بمشروعية عدد الصلوات في اليوم والليلة في النص القرآني. ولمّا كان البحث لغوياً خالصاً، فإننا لن نقحم أنفسنا بالآراء العقائدية المتوافرة في الأدب النظري حول الموضوع، فهذا ليس مكانها، فيستطيع القارئ الكريم الرجوع إلى كتب الأحكام إن أراد الاستزادة، ولكن ما يهمنا هو التركيز على جانب التطبيق العملي للنظرية اللغوية في كيفية استنباط الأحكام من خلال الدليل اللغوي فقط، لذا نجد لزاماً التنبيه أنّنا لا نصدر هنا فتاوى أو أحكاماً تشريعية بخصوص الموضوع، وإنما جل غايتنا يتمثل في تبيان كيفية التوصل إلى استنباطات من النص القرآني من خلال استخدام أدوات النظرية اللغوية، ليتم بعدها عرض تلك الأحكام على أهل الاختصاص لتمحيص تلك الاستنباطات وتنقيتها.
الإطار النظري
دلّلت معظم الأبحاث اللغوية ضمن إطار نظريات تحليل الخطاب (Discourse Analysis) على أن المعاني محكومة بالألفاظ، لذا يصبح من الصعب (وربما من باب الاستحالة) أن تعبّر الجملة الواحدة عن كل المعاني التي تدلّل عليها (أنظر Carston 2000). لهذا السبب تبرز الحاجة إلى اللجوء إلى مبدأ الإحالة النصيّة (Intertextuality) في تحليل الخطاب اللغوي، حيث ينصب جل دور القارئ على تزويد السياق الواحد بمعاني يتم جلبها من سياقات أخرى (أنظر Kolaiti 2008)، وهذا يتطلب من القارئ العمل في مستويات ثلاث من التحليل على النحو التالي:
) تحليل المفردة على مستوى الجملة التي وردت فيها (Intra-sentential Analysis) أو ما يسميه Kintsch & Van Dijk (1978) ب Microstructure
تحليل المفردة على مستوى النص الكلي (Inter-Sentential Analysis) أو ما يسميه Kintsch & Van Dijk (1978) بـ Macrostructure.
تحليل المفردة على المستوى المعرفي الكلي (Sociocultural Analysis) أو ما يسميها Minsky (1975) بـ Frame Knowledge.
وحتى يتم تنفيذ ذلك، تصبح كل مفردة في النص معلومة مستدعِية (Presupposing) لمعلومات مستدعاة (Presupposed) تقوم بدورها باستدعاء معلومات جديدة، وهكذا، فيصبح النص بأكمله ساحة للتنقيب عن المعاني. المهم في هذا الإطار أنّه لا يجوز تحليل المعلومة المستدعِية فقط في سياقها المحلي (Local) دون ربطها بالمعلومة المستدعاة من السياق الكلي (Global) (أنظر Halliday and Hasan 1976). وهذا ما يطلق عليه بمبدأ الإحالة النصية Intertextuality)). ويميز Wilson (1998( بين نوعين من المعلومة يدرجهما تحت عنوانين هما: الإدراك على المستوى المحلي (Local Intuitions) و الإدراك على المستوى الكلي (Global Intuitions)، ويسميها Kintsch & van Dijk (1978) Microstructure و Macrostructure، وكلاهما يخدم هدف واحد يتمثل في خلق الترابط الإحالي (Co-referential Coherence) بين مكومات الخطاب الكلي لكي يتبين في النهاية قوة الترابط بين مكونات النص كوحدة واحدة متماسكة (Coherent Whole). ولكن يبقى السؤال الإجرائي يتمحور حول كيفية الانتقال من مكان ما إلى مكان آخر داخل الخطاب الواحد. تكمن قوة النظرية في الافتراض بأن هذا الانتقال يمكن أن يتم بجميع الاتجاهات المحتملة، فهذا الانتقال يمكن أن يكون انتقالاً إلى الوراء (Anaphoric) أو إلى الأمام ((Cataphoric، وكذلك يمكن أن يكون داخلياً (Endophoric) أو خارجياً Exophoric)). ولكن الانتقال الأمثل حسب نظرية Sperber and Wilson يكون في إتباع الطريق الذي يتطلب جهداً أقل (Minimum Effort) ويكون له ثمار أكبر (Maximum Effect).
وهنا يجب التأكيد على الافتراض النظري بأنّ كل هذا مرتبط بقدرة القارئ على الاستنباط (Inferencing)، والتي تتألف ليس فقط من مجموع الحقائق المتوافرة لديه، بل من كل ما هو قادر على استنباطه بناء على تلك الحقائق (أنظر(Sperber and Wilson 1995: 39، وهذا ما سنجهد في تجليته في تحليلنا للخطاب القرآني فيما يتعلق بعدد الصلوات في اليوم والليلة.
تطبيق المنهجية على الخطاب القرآني
تتلخص منهجيتنا إذاً في متابعة إشارات الترابط النصي في القرآن الكريم كله. فلقد دلت الأبحاث اللغوية على أنّ الترابط النصي (Textual Cohesion) يمكن قياسه من الإشارات (Cohesive Elements) التي تعين القارئ على ربط المعلومات بعضها ببعض داخل النص الواحد أو قد ترجعه إلى معلومات وردت في سياقات سابقة أو لاحقة وهو ما نسميه الترابط الإحالي (Referential Coherence) (انظر: (Kintsch & Van Dijk, 1978; Givon, 1995
ومن الجدير بالذكر أن هذه الإشارات قد ترد داخل الآية الواحدة أو السياق الواحد (Locally)، وقد ترد في سياقات أخرى (Globally)، ولكن من المفيد أن نذكر هنا أن الترابط النصي لا يعني وجود ترابط أو عدمه، وإنما هي درجة (أو قوة) الترابط التي يجب أن تؤخذ في الحسبان، فقد تكون الإشارة قوية في موطن ما، وقد تكون أقل قوة في موطن آخر، وهكذا. فهي إذاً تدرجيّة (Continuum)، فارتباط لفظة في آية في موطن ما من القرآن الكريم مع موطن آخر لا شك يثير روابط جديدة، وهكذا. وقد أشارات الأبحاث العلمية إلى أنّ فهم كيفية ترابط هذه الإشارات تساعد في فهم النص بشكل أكثر دقة (انظر
Strawson (1950; 1964); Chastain (1975); Grice (1975); Halliday and Hassan (1976; 1985); Clark (1977); Kintsch & Van Dijk, 1978; Donnellan (1978); Givón (1983); Reinhart (1983a; 1983b) Hasan (1984); Tannen (1987a; 1987b; 1989); Gumperz (1992); Chafe (2005).
وبتطبيق هذه الفرضيات في تفسيرات الآيات القرآنية، فإننا نفهم أن كلَّ آية في كتاب الله هي معلومة مستدعِية بحد ذاتها، تتطلب استدعاء آيات أخرى من الخطاب القرآني بأكمله حتى يستطيع القارئ خلق حلقات متتالية (Lexical Chains) تفضي بعضها إلى بعضها الآخر بمسوغات مفهومة (Conceptual Ties) لا يختلف الكثيرون في الاستنباطات التي يمكن الخروج بها من ذلك الترابط النصي ( (Textual Cohesion (انظر Clark 1977). ويتم ذلك بجميع الوسائل والمسوغات اللغوية المتوافرة كاستخدام الضمائر (انظر: Bardovi-Harlig 1983; Reinhart 1983a, b) والحذف (انظر: Reinhart 1983a, b) والإبدال (انظر: Chafe 1972; Prince 1981b, 1992; Wallace 1982; Farhady 1982) وترتيب الكلمات (انظر: Gundel et al. 1993; Birner 1994; Birner & Gregory 1998) والتكرار (انظر: Yule 1999; Leech 2004) والإعراب (انظر: Grimes 1975; Siddharthan 2004) والاشتقاق (انظر: Siddharthan 2004)، الخ. وما ينتج عنها من استنباطات (انظر: Clark 1977; Kintsch & Van Dijk, 1978; Eisterhold 1983). وما دام أن الغرض هو تطبيقي, فلن ندخل بالتفاصيل النظرية حول الموضوع وإنما سننطلق فوراً إلى التطبيقات العملية للوصول إلى الاستنباطات التي سيفضي إليها النقاش.
سؤال الدراسة
- هل يذكر القرآن الكريم عدد الصلوات في اليوم والليلة؟
فرضية الدراسة
نحن نزعم الظن بأن عدد الصلوات ووقتها وعدد ركعات كل واحدة منها مفصّلة في كتاب الله كتفصيل الوضوء.
المنهجية
تتلخص المنهجية في استنباط المعاني من مصدر واحد وهو كتاب الله الكريم، فنحن لن نضطر إلى النبش عن معاني المفردات في قواميس اللغة وفي أشعار العرب وأقوال العلماء، ليس تقليلاً من شأن هذه المصادر على أهميتها، ولكن لأن منهجيتنا تقتضي الابتعاد عن تلك المصادر وذلك بناء على المنطلقات التالية:
إن تلك القواميس والأشعار والأقوال هي صناعة بشرية لا يمكن أن تكون كاملة لا يعتريها عيب، أو أنها منزهة عن النقص والتشويه، فمادامت كذلك فلابد من وجود الأخطاء والعثرات التي ربما ستشكل سبباً كافياً في إعاقة الفهم
أما السبب الآخر والأهم فهو ما دام أننا نستطيع أن نستنبط المعاني من كتاب الله فلا نرى الحاجة ملحة إلى اللجوء لغيره، ومنطق القول هو مادام أننا قادرون على استنباط الدليل على الأحكام قيد الدراسة من كتاب الله، فإن اللجوء إلى مصدر آخر للتشريع يصبح من قبيل التوكيد والتثبت فقط. وهذا الزعم مبني على الاعتقادات التالية:
أولا، أن كتاب الله كامل، لا نقص فيه ولا زيادة، قال تعالى:
وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ۚ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ الأنعام (38)
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)فصلت
ثانيا، يستحيل على بشر الإحاطة الكليّة بما في كتاب الله، فالظن بأن فئة من الناس قد امتلكت العلم، ولا بد من الرجوع إليهم في كل صغيرة وكبيرة، والوقوف عند أرائهم مخالفة فاضحة للاعتقاد بأن كتاب الله لا يمكن الإحاطة بعلمه، قال تعالى:
اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ البقرة (255)
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا الإسراء (85)
ثالثا، أن العلم من كتاب الله لا ينقضي، فما زال العلم المكنوز في ذلك الكتاب تتوالى صفحاته مع تقدم الزمان
إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88)ص
وقبل التقدم في النقاش لابد من التنبيه إلى أمرين أثنين وهما:
لا يجب أن يفهم من كلامنا السابق أننا ننكر السنة أو أننا لا نأخذ بها، ولكن جل ما نطلب هو التثبت مما جاء فيها وذلك بتدبر آيات الكتاب المبين، وعرض ما جاء في السنة على كتاب الله، فنحن نظن أن هناك مما نقل عن رسول الله ما قد يتعارض مع ما جاء في كتاب الله، وهنا يجب التثبت ألف مرة قبل الخروج للناس بعقيدة قد يبين أنها غير سليمة مع توالي الأيام. ولنقدم المثال التالي:
مثال: حديث الرجل الذي قتل مئة نفس
روى البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً فأراد أن يتوب، فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب، فأتاه فقال: إني قتلت تسعة وتسعين نفساً فهل لي من توبة؟ فقال الراهب: لا أجد لك توبة، فقتله فكمل به المائة، ثم أراد أن يتوب، فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على عالم فقال إني قتلت مائة نفس فهل لي من توبة؟ فقال ومن يحول بينك وبين التوبة، ولكنك بأرض قوم سوء فلا ترجع إليهم وأت إلى قوم كذا وكذا فاعبد الله معهم، ففعل الرجل، وفي الطريق نزل به الموت، فنزلت ملائكة الرحمة وملائكة العذاب يختصمون فيه، تقول ملائكة الرحمة: إنه جاء تائباً إلى الله، وتقول ملائكة العذاب: إنه قتل مائة نفس، فبعث الله من يحكم بينهم، فقال قيسوا ما بينه وبين القريتين، فإن كان لقرية السوء أقرب قبضته ملائكة العذاب، وإن كان لقرية الصلاح أقرب قبضته ملائكة الرحمة، فأمر الله قرية السوء أن تباعدي، وقرية الصلاح أن تقاربي، فقاسوا فوجدوه أقرب لقرية الصلاح بشبر فقبضته ملائكة الرحمة".
إن ما يهمنا هنا –عزيزي القارئ- هو التثبت من متون مثل هذه الأحاديث وذلك بعرضها على نصوص الكتاب الكريم، وجل ما نطلب من القارئ الكريم هو تدبر ما وضعنا تحته خط لنطرح بعد ذلك التساؤلات التالية:
أولاً، هل فعلاً للملائكة الحق أن تتخذ قراراً كهذا؟ هل لهم الحق في أن يتنازعوا على من يأخذ الرجل؟ أليس من واجب الملائكة أن تنفذ أمر الله فقط:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)
وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ (26)
ثانياً، والأهم من ذلك كله هو: لِم يكون قرار الذي حكم بينهم على نحو أن يقيسوا المسافة بين المكانين، ألم يسمع هذا الحكم قول الحق في كتابه الكريم:
وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ۚ وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (100)
فهل بعد هذا الكلام الإلهي نحتاج إلى أدوات قياس المسافة؟ من يدري!!!
التثبت مما في كتاب الله (الذي لم يفرط بشيء) قبل الخروج بمسلمات قد يبين خطأها مع توالي الأيام، وهذا ما سيشكل جل البحث في الصفحات القادمة، مقدمين مثال الصلاة بعددها ووقتها وعدد ركعات كل واحدة منها، طارحين التساؤل التالي: إذا كان النبي عليه أفضل الصلاة والسلام يدعونا أن نصلي كما يصلي، ألا يدل ذلك على أن السؤال نفسه يبقى قائماً: كيف عرف النبي نفسه أن الصلوات في اليوم والليلة خمس صلوات؟ وكيف عرف وقت كل صلاة منها؟ وكيف عرف عدد ركعات كل صلاة؟ هل يشرّع محمد بن عبد الله للناس من عنده؟ أليس قوله وحي يوحي؟ كيف أوحي للنبي عدد الصلوات ووقتها وعدد ركعاتها؟ ألم ينزل قرآنا يتلى يدله على كيفية الوضوء؟
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَٰكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)
إذن، لِم لمْ ينزل قرآن يتلى– نحن نتساءل- يبين لّنا كيف يقيم محمد الصلاة؟ لِمَ لمْ ينزل قرآن يتلى بعددها وعدد ركعاتها؟ هل يعقل أن تكون الصورة في كتاب الله مجزوءة؟
جواب: كلا وألف كلا، لابد أن الصورة في كتاب الله كاملة غير منقوصة شريطة أن نعرف كيف نقرأ كتاب الله. لذا نحن نقدم الافتراء التالي الذي هو بلا شك من عند أنفسنا:
نحن نزعم الظن بأن عدد الصلوات، ووقتها، وعدد ركعات كل واحدة منها، مفصلة في كتاب الله كتفصيل الوضوء، ونتمسك بالعقيدة التي لا تخرج عن الاعتقاد اليقيني باستحالة أن يسن محمد شيئاً لا أصل له في كتاب الله.
وهذا ما سنحاول جاهدين الوصول إليه، مستلين الدليل على الصلاة بعددها ووقتها وعدد ركعاتها في كتاب الله، ولنبدأ القصة من أولها: لنبدأ بتشريع الصلاة ثم ننتقل إلى أحكام الصلاة، كالطهارة والوضوء وأخيراً إلى عددها ووقتها.
تشريع الصلاة: أين فرضت الصلاة؟
غالباً ما تناقل أهل العلم والدراية الرأي الذي مفاده أن الصلاة فرضت على النبي محمد فيما يسمّونه بحادثة الإسراء والمعراج. ونحن إذ لا نريد أن ندخل مع أهل العلم والدراية (والعامة من ورائهم) في جدل فكري، فإننا نود أن نطرح عدة تساؤلات علّها تصل إلى أسماعهم فيسعفوننا بعلم من عندهم يساعدنا على فهمها.
تساؤلات حول وقت ومكان فرض الصلاة
أولاً، تقول الرواية (كما فهمناها نحن) أن الرسول محمد قد صلّى إماماً بالأنبياء عندما وصل إلى بيت المقدس ثم عُرِج به إلى السماء، ثم تزيد الرواية نفسها أنه ما أن وصل إلى السماء السابعة حتى فرضت عليه الصلاة هناك، وهنا يأتي سؤالنا على النحو التالي:
كيف يكون النبي قد صلى قبل أن يعرج به والصلاة قد فرضت أصلاً (حسب الرواية نفسها) بعد أن عُرِج به؟ فما نوع الصلاة التي صلّاها بإخوانه من الأنبياء؟
ثانياً، ها هو النبي محمد (حسب الرواية نفسها) يصعد السموات، الواحدة بعد الأخرى، وكان كلما وصل إلى واحدة من السموات وجد أحد إخوانه من الأنبياء، وهناك يبادر جبريلَ الرسولُ – كما تقول الرواية – بالسؤال عن ذلك النبي الرسول بالقول: من هذا يا جبريل؟ فيرد جبريل بالقول هذا أخوك موسى، وهذا أخوك إبراهيم، وهذا عيسى، وهذا...، الخ. وهنا يأتي سؤالنا الثاني على النحو التالي:
ألم يصلِّ النبي بهم في بيت المقدس قبل أن يصعد إلى السماء حسب الرواية؟ هل نسي من كان قد قابلهم قبل قليل حتى جاء ليسأل جبريل عنهم هنا؟! لِمَ لَمْ يسأل جبريل عنهم عندما صلّى بهم في بيت المقدس؟ لماذا انتظر حتى وجدهم قد سبقوه إلى السماء ليسأل جبريل عنهم هناك؟!
ثالثاً، ها هي الصلاة (حسب الرواية تلك) تفرض خمسمائة (أو خمسون) صلاة في بادئ الأمر، ويبقى الرسول ينتقل بين موسى والعرش ليطلب التخفيف بعد مشورة من موسى، فيا سبحان الله! هل موسى أكثر رأفة بالناس من ربهم؟ والأهم من ذلك أن النبي محمد (كما تقول بعض أجزاء الرواية) يخجل أن يعود في رحلة أخرى بعد أن أصبحت خمس صلوات، إذن نحن نصلي خمس صلوات باليوم والليلة – حسب ما يمكن أن نفهمه من تلك الرواية- بسبب حياء النبي، فلو لم يخجل النبي من العودة ثانية – نحن نتساءل فقط- هل كانت الصلاة ستصبح مرة واحدة في اليوم؟ وماذا لو عاد النبي مرة أخرى إلى ربه؟ هل كان من الممكن أن تصبح مرة واحدة في الأسبوع (كما يفعل أهل الديانة النصرانية مثلاً)؟ ألا تظنون – يا سادة- أن في هذا اتهام خطير لجوهر ركن مهم من أركان الدين ألا وهو ركن الصلاة الذي غالباً ما أفهمنا سادتنا وعلماؤنا بأنها عمود الدين.
رأينا: نحن لا نتردد أن نلقي بظلال الشك على تلك الرواية برمتها لنعيد فتح ملف الصلاة كله من جديد.
الوضوء للصلاة
لا يتوقف تشككنا عند مسألة وقت ومكان مشروعية الصلاة، بل يتعدى إلى المشكلة الثانية التي نود طرحها وتخص فقه فعل الصلاة نفسها، ونقصد على وجه التحديد الوضوء للصلاة، فالصلاة – كما يعلم الجميع- لا تتم إلا بالوضوء مصداقاً لقوله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَٰكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)
وهنا نتوقف لنطرح سؤالين اثنين وهما:
إن صح كلام من سبقونا، فربما يحق لنا أن نسأل: لماذا جاء أمر الوضوء مفصلاً في كتاب الله ولم يأت مثل ذلك فيما يخص عدد الصلوات في اليوم والليلة وعدد ركعات كل صلاة منها؟
هل ما تناقله أهل العلم عن أحكام الوضوء صحيحاً بناء على ما جاء في هذه الآية الكريمة؟
جواب: لنبدأ النقاش هنا بمحاولتنا الإجابة على التساؤل الثاني أولاً، لنزعم القول أن أهل العلم (وبالتالي العامة الذين ينقادون لرأيهم دون عناء التفكر) قد أخفقوا في فهم آية الوضوء هذه، وذلك لسبب بسيط وهو أن فهمهم كان مدفوعاً بالفهم الشعبي السائد الذي قد لا يستند على الحجة من كتاب الله. ولكن كيف؟
رأينا: لنبدأ النقاش هنا بجلب الانتباه إلى معنى مفردتين اثنتين وردتا في هذه الآية الكريمة وهما مفردة الوجه ومفردة الرأس (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ)، لنسأل بعدئذ بعض التساؤلات التي قد تبدو للكثيرين بأنها بسيطة وغريبة (وربما غير ضرورية):
ما هو الوجه؟ ما المقصود بالوجه في هذه الآية الكريمة؟
ما هو الرأس؟ ما المقصود بالرأس في هذه الآية الكريمة؟
لا أظن أن مثل هذه المفردات قد استوقفت أهل العلم كثيراً، فهي تعتبر عند الكثيرين من المسلّمات التي يظنون أنهم يعرفونها، ولم يظنوا أنهم بحاجة إلى الخوض فيها عند شرح ما جاء في الآية الكريمة التي تفصّل الوضوء للصلاة، فلم نجد الكثير في مؤلفاتهم فيما يتعلق بالنبش في مثل هذه المفردات الدارجة جداً على لسان العامة وأهل العلم على حد سواء. وسنحاول – إن أذن الله لنا بشيء من علمه- تبيان كيف أن معرفتهم تلك كانت على الدوام معرفة مغلوطة لا ترقى أن يبنى عليها أحكام في الفقه والعقيدة، وذلك لسببين رئيسيين:
كانت معرفتهم مستندة على ما ألفوا من أفهام عند العامة
لم يحاولوا تهذيب معرفتهم تلك بالحجة المستنبطة بالدليل القاطع من كتاب الله
ولكن كيف؟
لو فاجأت أحدهم بالسؤال عن معنى مفردة الوجه أو معنى مفردة الرأس، لربما أثار هذا السؤال السخرية في الرد عند الكثيرين لظنهم أن هذا سؤال عن بديهيات ومسلّمات لا يمكن المجادلة فيها، وكأن لسان حالهم يقول: ألا تعرف ما الوجه وما الرأس؟ هل أنت فعلاً جاد في سؤالك هذا؟
وعندما كنت ألح في السؤال (حتى في محاضرات طلبة الدراسات العليا) محاولاً أن أطلب من أي شخص أن يحدد لي ذاك الشيء الذي نسميه رأساً مثلاً، كان يفعل ذلك بالإشارة إلى الجزء من الجسم الذي يعرف الناس أنه هو الرأس، مشيراً بكلتا يديه إلى كل ذلك الجزء من الجسم الذي يعتلي الكتفين كما في الصورة التالية:
(المصدر:
وهنا كنت أفاجئهم بالتساؤل التالي: إذا كان الرأس هو كل هذا الجزء من الجسم الذي يظهر في الشكل كما يحدده الناس عندما تسألهم عنه، إذن: كيف يمكن أن نفهم قول الله في كتابه (وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ) في الآية التي تتحدث عن الوضوء؟ ألا أستطيع إذاً أن أمسح على أي جزء منه حتى لو كان مقدمته (أي الوجه)؟
لم يكون المسح فقط على ذلك الجزء العلوي والخلفي منه فقط والذي يكون عادة مغطى بالشعر؟ لم لا نمسح على الوجه مادام أن الوجه (كما يظهر في الصورة وكما يفهم الناس) هو جزء من الرأس؟ فالرأس يحدده العامة على أنه كل ذلك الجزء الذي يعتلي الكتفين، أليس كذلك؟
رأينا: كلا وألف كلا، ذلك ليس هو الرأس، إن ما يظهر في الصورة السابقة هو كينونتان اثنتان وليس كينونة واحدة، وهما: (1) رأس (الجزء العلوي والخلفي) و (2) وجه (الجزء الأمامي)، وهناك فرق كبير بين الرأس والوجه سيترتب عليه فهم الآيات التي تتحدث عن الرأس والوجه بطريقة مختلفة كلياً.
نتيجة: إننا نفهم أن الرأس هو ذلك الجزء الذي يمسح مسحاً في الوضوء، بينما الوجه هو ذلك الجزء الذي يغسل غسلاً، فما يظهر في الصورة في الأعلى ليس كله رأساً بل هو رأس (الجزء العلوي والخلفي) ووجه (الجزء الأمامي). وربما يصدق ظننا هذا ما جاء في القرآن الكريم في الآية الكريمة التالية التي تتحدث عن بعض شعائر الحج والعمرة:
وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۖ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ۚ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ۚ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۚ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ۗ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ۗ ذَٰلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196)
تأمل – عزيزي القارئ- هذه الآية الكريمة جيداً، وركز على الفعل الذي تأمرنا الآية الكريمة به فيما يخص الرأس، ألا تأمرنا الآية الكريمة بحلق الرأس بعد أن يبلغ الهدى محله؟ فكيف بنا نحلق رؤوسنا إن كان الرأس يشمل الوجه أيضاً؟ أي إن كان الرأس يشمل كل تلك الكينونة التي تعتلي الكتفين كما يدل على ذلك الفهم الشعبي السائد للمفردة، ألا ينبغي علينا أن نحلقه كله؟ فتخيل – عزيزي القارئ- ما الذي يجب فعله حسب هذه الآية الكريمة لو كانت مفردة الرأس تشمل الرأس والوجه معاً؟ ألا نصبح عندها ملزمين بحلق الشعر الذي ينبت في الوجه كاللحية والحاجبين وحتى رموش العينين حسب النص القرآني (وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ)؟ من يدري!!!
نتيجة مهمة جداً: الوجه ليس جزءاً من الرأس (والرأس لا يشمل الوجه) لأنه لو كان الوجه جزءا من الرأس لجاز المسح عليه مسحاً ما دام أن الأمر الإلهي جاء بالمسح على الرؤوس، ولأصبح حلق شعر الوجه واجباً في الحالات التي طلب فيها منا بحلق رؤوسنا كشعيرة من شعائر الحج والعمرة مثلاً.#
عواقب هذا الفهم على أحكام الوضوء
الرأس: مادام أن الرأس – حسب فهمنا الآن- هو الجزء العلوي الخلفي من الشكل الذي يظهر في الصورة وهو – بلا شك- منفصل عن الوجه، فإن كل جزء منه يمسح مسحاً في الوضوء، لذا يمكننا الآن الإجابة على السؤال التالي: لماذا لا نغسل الآذان في الضوء ونكتفي بالمسح عليها (بالرغم أن الآية الكريمة التي تتحدث عن الوضوء لا تأتي على ذكر الأذنين)؟
الجواب: لأن الأذنان جزء من الرأس، لذا فهي تمسح مع الرأس مسحاً.
الوجه: مادام أن الوجه – حسب فهمنا الآن- هو فقط الجزء الأمامي من الشكل الذي يظهر في الصورة وهو مفصل عن الرأس، فإن كل جزء من الوجه يغسل غسلاً في الوضوء، وبهذا الفهم ربما يمكننا الإجابة على التساؤل التالي: لماذا نغسل الفم (بالمضمضة) والأنف (بالاستنشاق) (بالرغم أن الآية الكريمة التي تتحدث عن الوضوء لا تأتي على ذكر الفم والأنف)؟
الجواب: لأنهما جزء من الوجه، لذا فهما يغسلان غسلاً#
نتيجة: غالباً ما اختلف أهل العلم في بعض أفعال الوضوء، فقسّموها إلى فروض (كغسل الوجه ومسح الرأس) وسنن (كالمضمضة والاستنشاق)، ونحن إذ لا نريد أن نخوض في آرائهم تلك، لكننا نطلب منهم أن يقدموا لنا حادثة واحدة توضأ الرسول الكريم فيها بالماء ولم يغسل فمه بالمضمضة أو أنفه بالاستنشاق (بل على العكس فقد طلب منّا المبالغة بالاستنثار عند الوضوء)، فأنا لا أعلم من أين جاءت تقسيماتهم هذه إلى فرائض وسنن غير فهمهم الذي نظن أنه مغلوط لمفردات النص القرآني، فعندما ظنوا أن الآية الكريمة لم تأت على ذكر الأذنين والفم والأنف جعلوهما من السنن، واقتصرت الفرائض عندهم على الوجه واليدين إلى المرفقين والوجه والرأس، مدفوعين بالفهم الشعبي لهذه المفردات (كما فهموها بالطبع)، ولم يتوقفوا عند المعاني الحقيقية لهذه المفردات كما تجلّيها آيات الكتاب الحكيم.
لهذا، نحن نستميح – سادتنا العلماء- العذر مرات ومرات لمخالفتهم الرأي لنقول لهم: لو تدبرتم - يا علماءنا الأجلاء- معنى مفردة الوجه كما يحددها النص القرآني (وليس كما فهمتموها من آبائكم)، لربما علمتم أن كل ما في الوجه (كالفم والأنف) يغسل غسلاً مادام أنه جزء منه، ولو تدبرتم معنى مفردة الرأس لعلمتم أن كل ما في الرأس (كالأذنين) يمسح عليه مسحاً ولا يغسل غسلاً. ولما استعصى عليكم الفهم أن الرأس شيء والوجه شيء آخر.
سؤال: هل هناك مفردة واحدة في العربية تجمع الوجه والرأس معاً؟ أو ما هو ذاك الشيء الذي يظهر في الصورة السابقة ككتلة واحدة؟
الجواب: لازالت الغالبية الساحقة (إن لم يكن كل) أبناء العربية يظنون أن الرأس هو ذلك الشيء الموجود فوق العنق، أليس كذلك؟ لكننا نستوقفهم هنا لنقول بأننا لا نظن أن هناك مفردة في العربية تجمع الرأس والوجه معاً، وجل ما يمكن أن نسمي به ذلك الشيء الذي يجمع الرأس والوجه معاً هو "فوق العنق"، فالعنق مثلاً ليس جزءاً من الرأس أو الوجه:
إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ#الأنفال (12)
فمادام العنق ليس جزءاً من الوجه فهو لا يغسل في الوضوء، ومادام أن العنق ليس جزءاً من الرأس فلا يمسح عليه في الوضوء.# وقد طلب الله منا أن نضرب من يقاتلنا في المعركة فوق عنقه، ولو طلب منا أن نضرب رأسه، لأصبح لزاماً علينا أن نضربه فقط في المنطقة التي تمسح في الوضوء (وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ) أو التي تحلق في الحج والعمرة (وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ).
العيون ليست جزءا من الوجه
ولو تدبرنا السياق القرآني التالي لربما استطعنا أن نخرج بالاستنباط بأن العينين ليسا جزءا من الوجه، ونحن غير ملزمين بغسلهما عند الوضوء، فيستطيع المتوضئ للصلاة أن يغمض عينيه عندما يغسل وجهه:
يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ...
ففي حين أن الذين اسودت وجوهم قد قضي عليهم بالعذاب:
... فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106)
فأن الذين ابيضت وجوههم هم في رحمة الله:
وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107)
وهنا نطرح السؤال التالي: هل تبيض عيون من بيضت وجوههم؟
رأينا، كلا، يستحيل ذلك لأن العيون إنْ ابيضّت فقد فقدت إبصارها كما حصل في حالة يعقوب النبي الذي ابيضت عيناه حزنا على ولده يوسف:
وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84)
نتيجة: الوجه هو الذي يغسل غسلا في الصلاة ويشمل الفم والأنف ولا يشمل العينان.
عدد الصلوات في اليوم والليلة
بعد أن قدمنا تشككنا في وقت ومكان فرض الصلاة، والغلط الذي وقع به – حسب زعمنا- كثير من أهل العلم، ننتقل الآن إلى القضية الأكثر جدلاً وهي عدد الصلوات في اليوم والليلة، ولمّا كانت منهجيتنا تتمثل بالاعتقاد اليقيني بأن الحاجة ملحة على الدوام للتفكر بما في كتاب الله وعدم التوقف عند أفهام من سبقونا من أهل العلم، لا نجد بداً من طرح التساؤل الكبير التالي: إذا كان الوضوء للصلاة قد جاء مفصلاً في كتاب الله في الآية الكريمة التي أوردناها سابقاً وعلقنا على معاني بعض مفرداتها كمفردة الرأس والوجه، فلِم لَم يأتي التفصيل كذلك بشأن عدد الصلوات الخمس التي نؤديها في اليوم والليلة؟ هل فعلاً يسكت القرآن الكريم عن تفصيل عدد الصلوات في اليوم والليلة؟
الرأي السائد عند أهل العلم والدراية: كان الاعتقاد السائد عند جمهور العلماء يتمثل في أن عدد الصلوات في اليوم والليلة هو أمر توقيفي أخذ عن النبي محمد مباشرة، ونحن مأمورون أن نأخذ ما ورد عن النبي كما هو مصداقاً لقوله تعالى:
... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ الحشر (7)
ولكنهم ربما نسوا – نحن نحسن الظن- أن يذكروا العامة في الوقت نفسه بالآية الكريمة التالية التي تتحدث عن ما آتاه الله فعلاً لنبيه الكريم:
وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87)
ومادام أن الله قد آتى نبيه الكريم القرآن العظيم فإننا مأمورين أن نأخذ به لأنه كامل غير منقوص، وأن سيرة النبي الكريم كانت تطبيقا صحيحا لما آتاه الله.
ولكن موقف سادتنا العلماء أهل الدراية أولا وأهل الرواية من بعدهم كان على نحو أن الصلاة – كما يدللون- عمل لم ينقطع يوما واحداً من حياة المسلمين، ولما كان هذا العمل قد نقل بالتواتر، فلا يحق لأحد – هم يزعمون- أن يحتج عليه.
تساؤلات: ونحن إذ لا نشكك بالصلاة، ولا بعددها، ولا بعدد ركعاتها، ولا بطريقة تنفيذها، لكننا نتساءل فقط عن السبب لِم لَم يأت تفصيلها صراحة في كتاب الله كما كان الحال بالنسبة للوضوء مثلاً. ثم، ألا يوجد بعض الاختلافات بين المدارس والمذاهب الدينية الإسلامية في الصلاة؟ فلو راقبت كيفية صلاة المسلمين المنتمين إلى بعض الفرق والمذاهب الدينية الإسلامية، لوجدت العجب العجاب، فمن أين – يا ترى- جاءت هذه الاختلافات مادام أن الصلاة التي تناقلها الناس عن النبي لم تنقطع يوماً؟
موقفنا العقائدي: أما نحن، فـ نستميح السادة العلماء العذر أن نخالفهم الرأي لنعبر عن موقفنا العقائدي التالي: جاء عدد الصلوات مفصلاً في كتاب الله كما هو الحال بالنسبة للوضوء، فنحن نحمل الاعتقاد اليقيني أن كتاب الله قد ذكر عدد الصلوات وأوقاتها وعدد الركعات في كل واحدة منها، وجل ما نحن بحاجة إليه هو أن نعرف كيف نقرأ ما هو موجود في كتاب الله، ونتدبره كما أمرنا الله أن نتدبره، فكتاب الله – نحن نؤمن- الذي لم يفرط في شيء يستحيل أن يكون قد فرط بشيء من أمر الصلاة التي تعتبر عمود الدين (كما يرغب سادتنا العلماء أن يفهمونا على الدوام).
سؤال: وأين ذلك في كتاب الله إن صح ما تزعم؟
جواب: سأحاول في الصفحات التالية – إن أذن الله لي بشيء من علمه- تفصيل الأمر، ولكن لابد من التنبيه أولاً إلى جملة من منطلقات التفكير عندنا:
لابد أن يكون الدليل سهلاً يستطيع فهمه الصغير والكبير، العالم وغير المتعلم، فأمر الصلاة لا يحتاج إلى تخصصيّة وشهادات عليا موسومة بتواقيع أهل العلم والدراية، فمادام أن كل مسلم بلغ سن التكليف مطلوب منه تأدية تلك الفريضة، فهو إذن يستطيع أن يستوعب الدليل، والله هو من قال في كتابه الكريم:
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17)
وهنا ننبّه إلى أنه في اللحظة التي يصبح الحديث غامضاً متسماً بجسامة الألفاظ، وتعقيدات الحجة، تضيع الحقيقة وينقلب الأمر إلى صراع فكري قد لا يمت إلى الموضوع قيد التفكر بصلة.
لابد من فهم الأمر في سياق القرآن الكريم الكلي، وهنا نقصد على وجه التحديد الحقيقة الثابتة بأن القرآن الكريم قد جاء مفرقاً:
وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا (106)
لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)
لذا ليس لزاماً أن يأتي ذكر الصلوات جميعاً في آية واحدة، فما دام أن القرآن نزل مفرقاً فلا ضير –نحن نعتقد- أن الوحي للنبي بالصلوات قد جاء مفرقاً أيضا، لذا نحن بحاجة أن نبحث عن الآيات التي تفصل عدد الصلوات في القرآن كله.
لا بد من الوقوف عند الألفاظ كما تجليها آيات الكتاب الكريم وأن نبتعد عن الأفهام التي تكون مدفوعة بالفهم والتصورات الشعبية كما وضحنا سابقاً عندما تعرضنا لمفردات مثل الوجه والرأس سابقاً.
إنْ صحّت منطلقات التفكير هذه، فنحن نزعم أن باستطاعتنا- بحول الله وتوفيقه - استنباط عدد الصلوات وأوقاتها وعدد ركعات كل واحدة منها من كتاب الله الكريم، فنسأل الله تعالى أن يأذن لنا الإحاطة بشيء من علمه الذي لم يحط به غيرنا، إنه نعم المولى ونعم المجيب.
أما بعد،
ما هي الصلاة؟
جاء الأمر الإلهي بالمحافظة على الصلاة في ثلاثة وستين موقعاً من كتابه الكريم (انظر الملحق رقم 1)، والحالة هذه كان لابد أن نفهم أولاً معنى مفردة الصلاة، ومن ثم استنباط الأحكام الخاصة بها.
أولاً، جاءت مفردة الصلاة في القرآن الكريم بمعنى "القول أو التلفظ"، قال تعالى:
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)
فالصلاة على النبي كما ترد في هذه الآية الكريمة تتم بالقول وليس بالفعل، فليس هناك عمل تقوم به للصلاة على النبي، وجل ما يمكن أن تفعله هو أن تقول كلاماً محدداً يقصد به الدعاء للنبي الكريم. ولا أظن أن الله ينفذ صلاته على نبيه الكريم بأفعال يقوم بها، ولا أظن أن الملائكة تصلي على النبي بتأدية حركات محددة بعينها. ولكننا نعتقد جازمين أن صلاة الله وملائكته على النبي تتم بالقول فقط.
نتيجة: لما كان بحثنا هنا يتعلق بفعل الصلاة وليس بالصلاة بالقول، فإن أبسط ما يمكن أن نستنبطه من هذه الآية الكريمة هو أننا لن نبحث في كتاب الله هنا عن الصلاة التي تتم بالقول، ولكننا بحاجة أن نبحث عن الصلاة التي تتم بالفعل.
ثانياً، لابد من التميز بين الصلاة والتسبيح، فالتسبيح ربما يحدث في أي وقت من اليوم والليلة:
إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7)
فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ (130)
ثالثاً، الصلاة التي نبحث عنها ليست التهجد:
وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَىٰ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79)
إذن، ما هي الصلاة التي نبحث عنها؟
جواب: إنها ما نجده في كتاب الله تحت لفظ "إقامة الصلاة":
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)
فالصلوات التي نؤديها في اليوم والليلة خمس مرات تقع – في ظننا- ضمن نطاق إقامة الصلاة، فما معنى إقامة الصلاة؟
جواب: لا شك عندنا أن الصلاة على النبي مثلاً يمكن أن تتم في أي وقت في اليوم والليلة، فهي غير مرتبطة بزمن محدد في اليوم والليلة، ويمكن أن تستمر لفترة غير منقطعة، وكذلك الأمر بالنسبة للتسبيح، ولكن كيف يكون الأمر بالنسبة لإقامة الصلاة؟
لو تدبرنا طبيعة الفعل في عبارة "وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ" التي ترد في الآية الكريمة السابقة لوجدناه يختلف عن الفعل الذي يرد في عبارة "يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ" في الآية الكريمة نفسها. وهنا نستميح أهل اللغة العذر لندقق في جزئية لغوية مهمة جداً تخص طبيعة ما يسمى بالفعل المضارع كما في عبارتي "يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ". فعلى الرغم أن الفعلين جاءا على صيغة الفعل المضارع، إلا أن المضارعة تختلف في كل واحد منهما، ولكن كيف؟
جواب: في حين أن الإيمان بالغيب هو فعل مستمر لا يجب أن ينقطع بتاتاً، فإن فعل إقامة الصلاة هو فعل غير مستمر لابد أن يحدث على انقطاع من حين لآخر، فأنت لا يمكن أن تكون مؤمناً بالغيب في ساعة ثم تتوقف عن ذلك لمدة ساعة أو ساعتين لتعود لتؤمن بالغيب من جديد، ولكن في حالة إقامة الصلاة فأنت تقوم بفعل الصلاة في ساعة معينة ثم تتوقف بعضاً من الوقت وتعود إلى الصلاة مرة ثانية وثالثة ورابعة وخامسة، فأنت تقيم الصلاة في الفجر وتتوقف عن الصلاة حتى الظهر وتعود إلى الصلاة في العصر والمغرب والعشاء، بينما في حالة الإيمان بالغيب، فأنت تؤمن بالغيب بلا انقطاع ولو للحظة واحدة (فحتى لو كنت نائماً فهذا لا يعني أنك لا تؤمن بالغيب ولكنك بلا شك لا تكون في حالة إقامة للصلاة). وهذا التمييز هو ما يسميه أهل اللغة الإنجليزية مثلاً بـ present continuous الذي يقابله simple present.
نتيجة مهمة جداً: إقامة الصلاة فعل منقطع لأزمان محددة في اليوم والليلة. فما هي تلك الأزمان؟#
جواب: نحن نزعم أن هناك آيات محددة في كتاب الله تحدد الأوقات التي يجب على المسلم أن يقيم فيها الصلاة في يومه وليلته. وبعد تفقد السياقات القرآنية التي تتحدث عن فعل إقامة الصلاة وجدنا الأمر الإلهي بإقامة الصلاة قد جاء محددا أزمنة ثابتة لا تتغير في اليوم والليلة مصداقاً لقوله تعالى:
فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًاالنساء 103
وهنا يطرح السؤال التالي على الفور: ما هي تلك الأوقات؟
افتراء من عند أنفسنا: نحن نظن أن الوحي الصادر بهذه الأوقات قد جاء في آيتين كريمتين من كتاب الله فقط، وسنتعرض لهما في الصفحات التالية لتبيان تلك الأوقات التي حددها ربنا في كتابه الكريم لإقامة الصلاة.
أما بعد،
نحن نظن أن الآية الأولى هي قوله تعالى:
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78)
لو تدبرنا هذه الآية الكريمة جيداً لوجدنا أن الأمر الإلهي للنبي بإقامة الصلاة قد جاءه على نحو أن الصلاة تبدأ مع دلوك الشمس وتنتهي مع غسق الليل، فالنبي مأمور بإقامة الصلاة من دلوك الشمس إلى غسق الليل، أليس كذلك؟
نتيجة مهمة جداً: يبدأ وقت إقامة الصلاة الأولى حسب هذه الآية الكريمة مع دلوك الشمس، وتنتهي وقت إقامة الصلاة الأخيرة مع غسق الليل، فتصبح أوقات الصلوات على النحو التالي:
الصلاة
|
وقتها
|
الدليل
|
الصلاة الأولى
|
لدلوك الشمس
|
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ
|
الصلاة الأخيرة
|
غسق الليل
|
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ
|
تخيلات من عند أنفسنا: لمّا كان القرآن الكريم قد تحرك به لسان محمد مفرقاً، فإنه بإمكاننا أن نتصور المشهد على النحو التالي: تنزل هذه الآية الكريمة على النبي محمد في وقت ما من دعوته لتأمره بـ إقامة الصلاة (وليس الصلاة أو التسبيح أو التهجد) في هذين الوقتين من اليوم والليلة، لذا نحن نفتري القول أنه لربما فهم النبي أنه مأمور أن يبدأ أول صلاة له عند دلوك الشمس وأن ينهي آخر صلاة مكتوبة مع غسق الليل.
ولمّا كان القرآن الكريم لا زال يتنزل على قلب محمد شيئاً فشيئاً (وليس جملة واحدة)، ما هي إلا فترة زمنية وجيزة – نحن نتخيل الموقف- حتى نزل على قلب النبي أمر آخر بإقامة الصلاة، مكملاً للأمر السابق، فجاء قول الحق يأمر نبيه بإقامة الصلاة في أوقات أخرى من يومه وليلته في آية كريمة أخرى هي قوله تعالى:
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ هود (114)
فلو دققنا في هذه الآية الكريمة جيداً لوجدنا أن النبي يؤمر في هذه الآية الكريمة بـ إقامة الصلاة في ثلاثة أوقات أخرى هي "طرفي النهار وزلفاً من الليل"، فيصبح هناك ثلاث صلوات أخرى على النحو التالي:
صلاة في طرف النهار الأول
صلاة في طرف النهار الآخر
صلاة زلفاً من الليل
ولو أضفنا الأوقات التي وردت في هذه الآية الكريمة إلى الأوقات التي وردت في الآية الكريمة السابقة لأصبح الجدول السابق على النحو التالي:
الصلاة
|
وقتها
|
الدليل
|
الصلاة الأولى
|
لدلوك الشمس
|
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ
|
الصلاة الثانية
|
طرف النهار(1)
|
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
|
الصلاة الثالثة
|
طرف النهار(2)
|
النَّهَارِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
|
الصلاة الرابعة
|
زلفاً من الليل
|
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
|
الصلاة الأخيرة
|
غسق الليل
|
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ
|
والآن ما الذي يمكن أن نستنبطه لو تصورنا أن آيتي إقامة الصلاة قد نزلتا بترتيب معكوس، أي لو نزلت الآية التي تتحدث عن إقامة الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل سابقةً لآية دلوك الشمس وغسق الليل، فيصبح الأمر على النحو التالي:
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ هود (114)
الصلاة
|
وقتها
|
الدليل
|
الصلاة الأولى
|
طرف النهار(1)
|
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
|
الصلاة الثانية
|
طرف النهار(2)
|
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
|
الصلاة الثالثة
|
زلفاً من الليل
|
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
|
(2)أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78)
الصلاة
|
وقتها
|
الدليل
|
الصلاة الأولى
|
طرف النهار(1)
|
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
|
الصلاة الثانية
|
طرف النهار(2)
|
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
|
الصلاة الثالثة
|
زلفاً من الليل
|
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
|
الصلاة الرابعة
|
دلوك الشمس
|
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ
|
الصلاة الأخيرة
|
غسق الليل
|
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ
|
وسنتعرض لأهمية هذا الترتيب عند الحديث عن الصلاة الوسطى لاحقاً.
نتيجة كبيرة جداً: يؤمر النبي الكريم بما أوحى إليه ربه من القرآن العظيم أن يقيم الصلاة في يومه وليلته خمس مرات وهي: دلوك الشمس، طرف النهار1، طرف النهار2، زلفاً من الليل، وغسق الليل. وقد جاء هذا الوحي في آيتين كريمتين هما:
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا الإسراء (78)
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ هود (114)
ما هي هذه الأوقات الخمسة؟
لو تدبرنا القرآن الكريم كلّه لربما لا نجد – نحن نفتري القول- أمراً إلهياً آخر قد صدر للنبي بإقامة الصلاة في غير هذه الأوقات الخمسة. لكن يبقى السؤال المطروح هنا هو: ما هي هذه الأوقات الخمسة؟
تحليل المفردات
للإجابة على هذا التساؤل لابد أولاً من التعرض لمفردات هذه الآيات الكريمة التي تأمر النبي بإقامة الصلاة بشيء من التفصيل للوقوف على معانيها الحقيقة، وهو الذي نظن أنه أشكل على العامة وأهل الاختصاص قروناً من الزمن. ولنبدأ بها الواحدة تلو الأخرى.
أما بعد،
أولاً، نحن نفتري القول هنا أن أكثر المفردات التي ربما لم يتم استيعابها جيداً هي مفردة "أطراف النهار" التي ترد في آية إقامة الصلاة التالية:
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ هود (114)
فغالباً ما كان الفهم مدفوعا بالتصور الشعبي الذي مفاده أن طرفي النهار هما الصبح والمغرب، وذلك لظنهم أن طرفي الشيء هما نقطة البداية والنهاية فيه، وهذا في رأينا ما كان سبباً رئيسياً في إعاقة الفهم الصحيح. وحتى نتمكن من إعادة الأمر – حسب زعمنا- إلى نصابه الصحيح، فإننا نرى وجوب دراسة هذه المفردة بشكل أكثر عمقاً بناء على معناها الحقيقي المستنبط من السياقات القرآنية التي ترد فيها، طارحين السؤال التالي: ما هو الطرف؟
جواب: إننا نظن أن طرف الشيء ليس نقطة البداية أو نقطة النهاية فيه، فطرف الثوب ليس أسفله ولا أعلاه، وأطراف الإنسان ليس رأسه وأخمص قدميه، وهكذا، ولكن الطرف – نحن نعتقد جازمين- هو أي نقطة في الشيء ربما ما عدا أعلاه وأسفله، والدليل على ذلك يأتي من قول الحق:
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ
(41)
بَلْ مَتَّعْنَا هَٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ ۗ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ (44)
فهل أطراف الأرض هي أعلى نقطة فيها وأسفل نقطة فيها؟ وأين هي تلك الأطراف إذاً؟# ثم لا ننسى أن هذه الآيات الكريمة تثبت - بما لا يدع مجالاً للشك- بأن للأرض أطرافاً كثيرة وليس فقط طرفان، فيستحيل إذاً أن يكون أطراف الأرض هي نقطتا البداية والنهاية لها. وكذلك هي الصورة بالنسبة للنهار، فللنهار – حسب النص القرآني- أطراف كثيرة، وليس فقط طرفان:
فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ (130)
ولو دققت – عزيزي القارئ- جيداً في هذه الآية الكريمة مليّاً لوجدت أنها تثبت ما ذهبنا إليه من زعم في أن الطرف هو أي جزء في الشيء باستثناء بدايته ونهايته، فالنهار يبدأ مع طلوع الشمس وينتهي مع غروبها، أليس كذلك؟ فنحن مأمورون – حسب الآية الكريمة السابقة- بالتسبيح "قبل طلوع الشمس (نقطة البداية) وقبل غروب الشمس (نقطة النهاية)، ولكن بالإضافة إلى ذلك، نحن مأمورون بالتسبيح في أطراف النهار، فخلال النهار هناك إذاً أطراف كثيرة يمكن للإنسان أن يسبح فيها.
نتيجة مفتراة: أطراف النهار هي أي نقطة في النهار عدا بدايته (قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ) ونهايته (وَقَبْلَ غُرُوبِهَا)
سؤال: ما علاقة ذلك بإقامة الصلاة طرفي النهار؟
جواب: عندما نقيم الصلاة في طرفي النهار فإن ذلك يتم في وضح النهار، أي بعد طلوع الشمس وقبل غروبها، فنحن لم نؤمر بإقامة الصلاة عند طلوع الشمس ولم نؤمر كذلك بإقامة الصلاة قبل الغروب، وجل ما يمكن أن نقوم به في هذين الوقتين هو التسبيح وليس إقامة الصلاة (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا). فما هي الصلوات التي نحن مأمورون بإقامتها في طرفي النهار ويكون وقتها بعد طلوع الشمس ولكن قبل غروبها (أي في طرفي النهار)؟
جواب: إنها صلاة الظهر (الطرف الأول) وصلاة العصر (الطرف الثاني)
الصلاة
|
وقتها
|
الدليل
|
الصلاة الأولى
|
لدلوك الشمس
|
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ
|
الصلاة الثانية
|
طرف النهار1 (الظهر)
|
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
|
الصلاة الثالثة
|
طرف النهار2 (العصر)
|
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
|
الصلاة الرابعة
|
زلفاً من الليل
|
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
|
الصلاة الأخيرة
|
غسق الليل
|
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ
|
وهنا يجب أن لا ننسى أنا نتحدث عن النهار (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ)، فالله يقول في كتابه الكريم عن النهار أنه مبصر:
هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَيونس 67
وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًاالإسراء 12
أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَالنمل 86
اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَغافر 61
لأن الليل يكون قد سلخ منه، فمع النهار تختفي الظلمة التي كانت متواجدة في الليل:
وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَيس 37
والنهار يكون فيه النشور:
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًاالفرقان 47
وهو وقت جلب الرزق (أي المعاش):
وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًاالنبإ 11
نتيجة مهمة جداً: يكون وقت إقامة الصلاة طرفي النهار بعد أن يكون ظلام الليل قد انسلخ، وأصبح الوقت مبصراً، وانتشر الناس لجني أرزاقهم. لذا يستحيل أن يكون ذلك هو وقت صلاة الفجر أو المغرب أو العشاء، لذا يميل الظن عندنا إلى الاعتقاد اليقيني بأن ذلك هو وقت صلاة الظهر والعصر.
زلفاً من الليل
ما هي الصلاة التي أُمِر النبي بإقامتها زلفاً من الليل؟
لو تعرضنا للآيات الكريمة التي تتحدث عن مفردة "زلفاً" ومشتقاتها، لوجدنا الآيات الكريمة التالية:
فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَٰذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27)
فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66)
وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91)
وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13)
مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (29) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31)
وبعد تدبرها، استطعنا أن نخرج بالافتراءات التالية التي هي بلا شك من عند أنفسنا:
تدل مفردة "زلفا" على وجود رؤية:
فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَٰذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27)
فأنت يمكن أن ترى شيئاً زلفة (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً)، ولكن كيف تكون طبيعة تلك الرؤية؟
تدل مفردة "زلفا" على وجود رؤية ولكنها رؤية مشوشة بسبب شيء ما:
فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66)
فبعد أن كان الجمعان (أصحاب موسى مقابل فرعون وجنوده) قد تراءا، وكانت الرؤيا لا شك واضحة لهما، حصل شيء ما شوش وضوح تلك الرؤية، فأصبحت الرؤية غير واضحة – نحن نفتري القول- بسب انفلاق البحر. فلو تدبرنا مفردة "وَأَزْلَفْنَا" في هذه الآية الكريمة لوجدنا أن ذلك الحدث قد حصل بعد أن انفلق البحر وليس قبل انفلاقه (فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ)، ولا شك أن ذلك الانفلاق للبحر قد سبب إشكالية في الرؤيا التي كانت حاصلة بين الطرفين.
تدل مفردة "زلفا" على القرب المكاني:
وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31)
وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91)
وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13)
بالرغم من القرب المكاني إلا أن مفردة "زلفا" لا تعني بأي شكل من الأشكال إلى أن ذلك القرب المكاني قد وصل إلى درجة الالتصاق:
أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3)
فيستحيل مهما عظم القرب المكاني من الله أن يصل إلى درجة الالتصاق، فهناك الملائكة المقربون، ونحن نجهد بالعبادة ليكون لنا من ذلك نصيب:
وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَىٰ إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ (37)#
تدل مفردة "زلفا" على وجود عنصر السرعة والانقضاء على عجل#:
فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66)
فلا شك أن الأمر كله قد حصل على عجل، فما هي إلا لحظات حتى كان البحر قد ابتلع فرعون وجنوده.
تدل مفردة "زلفا" على عدم الوضوح التام:
وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91)
فالجحيم عندما تكون بارزة لا شك فإنها لا تخفى منها خافية، مصداقاً لقوله تعالى:
يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ ۖ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ۚ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16)
ولكن الجنة في ذلك المقام لا تكون بارزة (كما الجحيم)، ولكنها تكون قد أزلفت، لذا لابد أن منها ما يخفى على الناظر.
الخ
نتيجة: ما هي الصلاة التي تكون الرؤيا في وقتها مشوشة، لا هي واضحة تماماً (بارزة) ولا هي مخفية، ولكنها مزلفة بين الحاليتين؟ وما هي الصلاة التي يمر وقتها سريعاً على عجل؟ وما هي الصلاة التي تكون قريبة من غيرها من الصلوات الأخرى ولكنها غير ملتصقة بغيرها؟ الخ.
جواب: إنها صلاة المغرب
لذا يصبح الجدول السابق على النحو التالي:
الصلاة
|
وقتها
|
الدليل
|
الصلاة الأولى
|
لدلوك الشمس
|
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ
|
الصلاة الثانية
|
طرف النهار1 (الظهر)
|
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
|
الصلاة الثالثة
|
طرف النهار2 (العصر)
|
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
|
الصلاة الرابعة
|
زلفاً من الليل (المغرب)
|
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
|
الصلاة الأخيرة
|
غسق الليل
|
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ
|
دلوك الشمس وغسق الليل
لو تدبرنا الآية الكريمة التي تتحدث عن إقامة الصلاة وقت دلوك الشمس إلى غسق الليل لوجدناها مصاحبة لوقت الفجر:
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا#
أولاً، لو دققنا في التوازن في ألفاظ القرآن لوجدنا أن دلوك الشمس يقابلها غسق الليل بينما هناك طلوع الشمس وهو ما يقابل غروبها:
فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ
ونحن نظن أن مفردة "دلوك" مشتقة من الفعل "دلّ ويدل ونحوها"، فأنت عندما تريد أن تدل شخص ما على مكان ما أو شيء ما فلا شك أنكما لا تزالان بعيدين عن المكان أو الشيء المنوي الذهاب إليه، ولا أشك أنك لا زلت في بداية الأمر، فهذا إبليس يدل آدم على الشجرة:
فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى طه (120)
وهذه أخت موسى تدل آل فرعون على أهل البيت الذين سيكفلون الرضيع
إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَىطه (40)
وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ القصص (12)
وهذا النبي الكريم يدلنا على التجارة التي تنجينا من العذاب الأليم:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ الصف (10)
نتيجة: فعل الدّل يحمل في ثناياه المعنى على أن الأمر لازال في بدايته.
كما لابد من أن ينقضي بعض الوقت لتصل إلى نهاية الأمر، ولا بد من وجود مسافة مكانية بين المكان الذي تتواجد به والمكان الذي ستدل الشخص الآخر عليه. لذا فإن دلوك الشمس يتطلب وجود فترة زمنية لكي تطلع وتبين للباحث عنها، فإن أول ما يبحث عنه الشخص الذي يستيقظ في الصباح الباكر لأداء صلاة الفجر هو الشمس، ليرى إن كان وقت تلك الصلاة قد حان، فإن أنت استيقظت وقد وصلت الشمس وبان ضياؤها، فإنك تستنتج أن وقت صلاة الفجر قد حان منذ فترة، ولو أنت استيقظت ولازال الليل محكماً ظلامه ولا زالت النجوم تتلألأ في السماء لم تأفل بعد، فإنك تستنتج أن صلاة الفجر لم يحين وقتها بعد، إنها الصلاة التي فيها يتم تحري اقتراب موعد الشمس، وهي الصلاة التي غالباً ما يَشكُل على المسلم تحري الدقة في وقتها، لذا فإنه يتحراها بالجهد لأنه بحاجة إلى من يدله على وقتها، وهو يعلم قول الحق:
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
ولو قارنا هذه الآية الكريمة بآية دلوك الشمس وغسق الليل لوجدنا قرآن الفجر حاضرا:
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا
ثانيا، إن النص على صلاة الفجر وصلاة العشاء قد جاء عند الحديث عن العورات التي تكون من حق الإنسان أن يتمتع بالخصوصية فيها كما في قوله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ۚ مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ۚ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ ۚ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
لاحظ – عزيزي القارئ- الدقة المتناهية كيف أن الآية الكريمة لا تتحدث عن صلاة الظهر هنا ولكن عن وقت الظهيرة، فالصلوات المنصوص عليها هنا في هذه الآية الكريمة هي صلاة الفجر (صَلَاةِ الْفَجْرِ) وصلاة العشاء (صَلَاةِ الْعِشَاءِ)، ولكن أوقات العورة هي (1) من قبل صلاة الفجر (مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ)، و (2) حين تضعون ثيابكم من الظهيرة (وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ) و (3) من بعد صلاة العشاء (وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ).
ولو دققنا فقط في أمر الصلاة، لأصبح الجدول السابق على النحو التالي:
الصلاة
|
وقتها
|
الدليل
|
الصلاة الأولى
|
لدلوك الشمس (الفجر)
|
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ
|
الصلاة الثانية
|
طرف النهار1 (الظهر)
|
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
|
الصلاة الثالثة
|
طرف النهار2 (العصر)
|
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
|
الصلاة الرابعة
|
زلفاً من الليل (المغرب)
|
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ
|
الصلاة الأخيرة
|
غسق الليل (العشاء)
|
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ
|
الصلاة الوسطى
جاء الأمر الإلهي بالمحافظة على الصلوات بشكل عام والصلاة الوسطى بشكل خاص في كتابه الكريم في الآية الكريمة التالية:
حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ#
وهنا -لا شك- يعاد طرح السؤال الذي غالباً ما طرحه أهل العلم واختلفوا في الوصول إلى إجابة شافية له وهو: ما هي الصلاة الوسطى؟
رأي من سبقونا: كانت معظم أراء أهل العلم تدور حول الظن بأن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر، وظن قليل من أهل العلم أنها صلاة الفجر، والقليل القليل من ظن بخلاف ذلك.
رأينا: نحن إذ نرى أن أهل العلم لم يصلوا إلى إجابة شافية لهذا السؤال، فإننا لا نجد بداً من مخالفتهم الرأي لطرح عليكم ما أذن الله لنا به من علم في هذا المجال، مفترين القول بأن الصلاة الوسطى التي طلب الله منا المحافظة عليها في هذه الآية الكريمة هي صلاة المغرب. ولكن لماذا؟
جواب: نحن نظن أن إثبات هذا الزعم يتطلب تدبر أمرين اثنين يخصان هذا الصلاة، والأمران هما:
أنها صلاة وسطى
أن المحافظة عليها واجبة
ما معنى الوسطى؟
نحن نظن أن الوسط عادة ما يكون بين شيئين أو بين نقطتين:
لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ۖ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
وحتى يكون هناك وسط في الأعداد، لا بد أن يكون الرقم (العدد) فردي، فالوسط في ثلاثة أشياء هو ثانيهما (أي رقم 2) كما في الشكل التالي:
123
والوسط في خمسة أشياء هو الرقم 3 كما في الشكل التالي:
12345
ولكن ليس هناك وسط في أربعة أو ستة أرقام مثلاً#:
1234
123456
بناء على ذلك، فيمكننا أن نطرح السؤال على النحو التالي: ما هي الصلاة الوسطى بين الصلوات الخمسة؟
جواب: نحن نظن أنه لا بد من وجود ترتيب محدد يبين من خلاله الصلاة التي تحتل المرتبة الثالثة (لتكون مسبوقة بصلاتين ومتبوعة بصلاتين)، ويكاد الاعتقاد يميل إلى اليقين عندنا أن الترتيب هو على النحو التالي: طرفي النهارزلفاً من الليلدلوك الشمس إلى غسق الليل
الظهرالعصرالمغربالعشاءالفجر
فتكون صلاة المغرب هي الصلاة الثالثة (الوسطى) ولكن لماذا؟
الدليل
لابد من التنبيه إلى أمرين أثنين وهما (1) أن هذه الصلاة هي صلاة وسطى و (2) نحن مأمورون بالمحافظة عليها. لذا علينا أن نستجلي معنى "الوسطية" ومعنى "المحافظة عليها" في النص القرآني.
الوسطية (أو التوسط): تتمثل وسطية هذه الصلاة على أقل تقدير في أمرين وهما وقتها وعدد ركعاتها، ولكن كيف؟
أولاً، مادام أن الوسطى تقع بين شيئين، فصلاة المغرب هي الصلاة التي تقع بين الليل والنهار، فهناك صلاتان تقامان في الليل وهما الفجر (دلوك الشمس) والعشاء (غسق الليل):
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ ...
وهناك صلاتان بالمقابل تقامان في وضح النهار وهما الظهر (طرف النهار1) والعصر (طرف النهار2):
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ ...
فتكون الصلاة الواقعة في "زلفاً من الليل" (وليس في الليل ولا في النهار) هي الصلاة التي تتوسط تلك السلسة.
... وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ...
ثانياً، لو أخذنا عدد ركعات كل صلاة، لوجدنا أن أكثر صلاة تكون أربع ركعات، وأقل صلاة تكون ركعتين (الفجر)، فالتوسط بينهما هي الصلاة التي يجب أن يكون عدد ركعاتها بين الاثنين والأربعة، وهي بلا شك صلاة المغرب بركعاتها الثلاث، فمراد القول أن وسطية صلاة المغرب لا تكمن فقط في وقتها (بين الليل والنهار) وإنما أيضاً في عدد ركعاتها (بين الأربع والاثنين).
ثالثاً، طلب منا في الآية الكريمة نفسها أن "نحافظ" على تلك الصلاة بشكل خاص، فكيف تتم المحافظة عليها؟
جواب: لو تدبرنا الصلوات لوجدنا أن كثيراً منها يمكن أن تقصر في أوقات الضرورة:
وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا (101)
وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ۗ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ ۖ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (102)
ولو تدبرنا فكرة قصر الصلاة، لوجدنا أنها اختصار لركعات الصلاة الأربعة لتصبح اثنتين، في مثل هذه الظروف الاستثنائية يصبح عدد ركعات جميع الصلوات (باستثناء المغرب) ركعتان، فالصبح يصلى ركعتين والظهر ركعتين والعصر ركعتين والعشاء ركعتين، ولكن تبقى صلاة المغرب قائمة بركعاتها الثلاثة لا يمكن أن تقصر في أي حال من الأحوال، وهذا بلا شك هو نوع من المحافظة عليها لأهميتها.
رابعاً، تكمن المحافظة على هذه الصلاة في جانب آخر يتعلق بوقت جمع الصلوات في الحالات الاضطرارية كالمطر والسفر والخوف ونحوها. ففي حالة جمع الصلوات (كما لا يمكن تقصير صلاة المغرب) فإنه لا يمكن أن تجمع مع غيرها في غير وقتها، فيمكن أن يتقدم العصر ليتم إقامته مع الظهر ويمكن أن يتقدم العشاء ليقام مع المغرب، ولكن لا يجب أن تجمع صلاة المغرب مع صلاة أخرى في غير وقت المغرب. وهذا عندنا بلا شك جانب آخر من جوانب المحافظة عليها.
ثالثاً، لو راقبنا وقت صلاة المغرب على وجه التحديد لوجدنا أنه وقت قصير ينقضي على عجل، فأنت قد تستطيع أن تؤخر وقت صلاة الفجر أو الظهر أو العصر أو العشاء بعض الشيء، لكنك لا تستطيع إلا أن تراقب وقت المغرب جيدا حتى لا تفوتك الصلاة على عجل، وهذا برأينا نوع من أنواع المحافظة عليها.
نتيجة: لو أخذنا هذه الجوانب السابقة جميعاً من حيث التوسط والمحافظة لربما لا نجد صلاة أخرى تتمتع بهذه الميزات كصلاة المغرب وذلك لأهمية هذه الصلاة على وجه التحديد: إنها الصلاة التي تقع في الوقت الذي ينقلب فيه الليل والنهار، وتمحو به السيئات:
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ
هذا والله أعلم. أسأل الله أن يعلمنا قول الحق الذي يرضاه فلا نفتري عليه الكذب إنه هو السميع المجيب
REFERENCES
Bardovi-Harlig, K. (1983). “Pronouns: When ‘Given’ and ‘New’ Coincide.” In A. Chukerman, M. Marks, & J. F. Richardson (eds.). Papers from the Nineteenth Regional Meeting. Chicago: Chicago Linguistic Society.
Birner, B. (1994). “Information Status and Word Order: An Analysis of English Inversion.” Language.70 (2): 233-259.
Birner, B. & Gregory W. (1998). Information Status and Noncanonical Word Order in English. Amesterdam: John Benjamins Publishing Company.
Carrel, P. L. and Eisterhold J. C. (1983). "Schema Theory and ESL Reading Pedagogy" in TESOL Quarterly. 17, 553-573.
Carston, R. (1988). Implicature, Explicature, and Truth-theoretic Semantics. In Kempson, R. (ed.) Mental Representations: The Interface between Language and Reality. Cambridge: CUP.
Chafe, W. (2005). The analysis of discourse flow. In D. Schiffrin, D. Tannen, &
H. E. Hamilton (eds.). The Handbook of Discourse Analysis. Pp. 674-87. Blackwell
Publishing Ltd.
Chastain, C. (1975). Reference and context. In (K. Gunderson (ed.). Language, Mind, and Knowledge. (Pp. 194-269). Minneapolis: University of Minnesota Press.
Clark, H. (1977). Inferences in comprehension. In D. La-Berge & S. J. Samuels (eds.), Basic processes in reading. Hillsdale, N.J.: Erlbaum.
Donnellan, K. S. (1978). Speaker, reference, description and anaphora. In P. Cole (ed.). Syntax and Semantics (Vol. 9: Pragmatics). Pp. 47-68. New York: New York academic Press.
Farhady, H. (1982). "Measures of Language Proficiency from the Learner's Perspective" in TESOL Quarterly. 16, 43-59.
Givón, T. (1983). Topic continuity in discourse: a quantitative cross-language study. Amesterdam and Philadelphia: John Benjamins.
Grice, H. P. (1975). Logic and conversation. In P. Cole & J. Morgan (eds.). Syntax and Semantics 3: Speech Acts. (Pp: 41-57). New York: Academic Press. Reprinted in Grice (1989). Studies in the way of words. (Pp: 22-40). Cambridge, MA: Harvard University Press.
Grice, H. P. (1989). Studies in the ways of words. Cambridge, Mass.: Harvard University Press.
Grimes, J. E. (1975). The thread of discourse. Janua Linguarum, series minor, 207. The Hague: Mouton.
Gumperz, J. J. (1992). Contextualization and understanding. In A. Duranti and C. Goodwin (eds.). Pp. 229-52. Rethinking context: language as an Interactive Phenomenon. Cambridge: Cambridge University Press.
Gundel, J. et al. (1993). "Cognitive Status and the Form of Referring Expressions in Discourse." Language. 66 (4): 742-763.
Halliday, M. A. K. and Hasan, R. 1976. Cohesion in English. London: Longman.
Halliday, M. A. K. and Hasan, R. 1985. Language, Context and Text: aspects of language in asocial-semiotic perspective. Victoria: Deakin University.
Hasan, R. 1984. Coherence and cohesive harmony. In Flood, J. (ed) Understanding Reading Comprehension. Delaware: International Reading Association.
Kintsch, W. and van Dijk, T. (1978). Toward a model of text comprehension and production. Psychological Review 85 (5): 363-392.
Kolaiti, P. (2008). Pragmatics and the Phantasm Called Text: a relevance-theoretic approach to Cohesion (also found at http://www.phon.ucl.ac.uk/publications/WPL/05papers/kolaiti.pdf
Minsky, M. (1975). A framework for representing knowldging. In P. Winston (ed.), The psychology of computer vision. New York: McGraw-Hill.
Prince, E. (1981b). "Toward a Taxonomy of Given –New Information." In P.Cole (ed.). Radical pragmatics. New York: Academic Press.
Prince, E. (1992). "The ZPG Letter: Subjects, Definiteness, and Information-Status." In W.C. Mann & S. A. Thompson (eds). Discourse Description. Amsterdam: John Benjamins Publishing Co.
Reinhart, T. (1983a) Anaphora and Semantic Interpretation, Chicago: The University of Chicago Press.
Reinhart, T. (1983b) "Coreference and Bound Anaphora: A Restatement of the Anaphora Questions," Linguistics and Philosophy 6, 47–88.
Siddharthan, A. (2004). Syntactic simplification and text cohesion. University of Cambridge. Technical Report Number 597. UCAM-CL-TR-597. ISSN 1476-2986. http://www.cl.cam.ac.uk/techreports/UCAM-CL-TR-597.pdf
Sperber, D. & Wilson, D. (1995 [1986a]). Relevance: Communication and Cognition. Blackwell, Oxford and Harvard University Press, Cambridge MA . (Second edition 1995. Blackwell, Oxford).
Strawson, P. (1950). On referring. Mind, 59: 320-44.
Strawson, Peter (1964). Identifying reference and truth values. Theoria, 30: 96-118.
Tannen, D. (1987a). Repetition in conversation: toward a poetics of talk. Language, 63: 574-605.
Tannen, D. (1987b). Repetition in conversation as spontaneous formulaicity. Text, 7: 215-44.
Tannen, D. (1989). Talking voices: repetition, dialogue and imagery in conversational discourse. Cambridge: Cambridge University Press.
Wallace, S. (1982). “Figure and Ground: The Interrelationships of Linguistic Categories.” In P. J. Hopper (ed.). Tense-Aspect: Between Semantics and Pragmatics. Amesterdam: John Benjamins.
Wilson, D. (1998). Discourse, coherence and relevance: a reply to Rachel Giora. Journal of Pragmatics 29, 57-74.
الملحق (1) جاء الأمر الإلهي بالمحافظة على الصلاة في 63 موقعاً في كتابه الكريم.
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَالبقرة 3
وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَالبقرة 43
وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَالبقرة 45
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَالبقرة 83
وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌالبقرة 110
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَالبقرة 153
لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَالبقرة 177
حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَالبقرة 238
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَالبقرة 277
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًاالنساء 43
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً ۚ وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ ۗ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَىٰ وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًاالنساء 77
وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًاالنساء 101
وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ۗ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَىٰ أَن تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ ۖ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًاالنساء 102
فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًاالنساء 103
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًاالنساء 142
لَّٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ۚ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًاالنساء 162
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَالمائدة 6
وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ۖ وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ ۖ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِالمائدة 12
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَالمائدة 55
وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَالمائدة 58
إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَالمائدة 91
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ ۚ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۙ وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الْآثِمِينَالمائدة 106
وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَالأعراف 170
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَالأنفال 3
فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌالتوبة 5
فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ۗ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَالتوبة 11
إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَالتوبة 18
وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَالتوبة 54
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌالتوبة 71
وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَيونس 87
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَهود 114
وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِالرعد 22
قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌإبراهيم 31
رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَإبراهيم 37
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًاالإسراء 78
وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّامريم 31
وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّامريم 55
فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّامريم 59
إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِيطه 14
وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰطه 132
وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ۖ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَالأنبياء 73
الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَالحج 35
الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِالحج 41
وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُالحج 78
رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُالنور 37
وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَالنور 56
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ۚ مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ۚ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ ۚ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌالنور 58
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَالنمل 3
اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَالعنكبوت 45
مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَالروم 31
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَلقمان 4
يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِلقمان 17
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًاالأحزاب 33
وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۗ إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُفاطر 18
إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَفاطر 29
وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَالشورى 38
أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ ۚ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَالمجادلة 13
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَالجمعة 9
فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَالجمعة 10
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌالمزمل 20
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِالبينة 5